جمال الخنوسي
قال فيغو مورتنسن إن الكوميديا فن صعب جدا بل هي أصعب ما في التمثيل.
وأكد بطل فيلم “الكتاب الأخضر” Green Book في رده على سؤال احاطة بخصوص تطرق عمله الاخير لموضوع جاد بطريقة كوميدية على أن الامر لم يكن سهلا بالمرة : “لقد كنت متخوفا جدا من لعب دور رجل ايطالي، وكانت الايام الاولى من التصوير صعبة جدا لأننا صورنا جميع المشاهد داخل السيارة، ولم اكن ارى “رئيسي” الذي يجلس في المقعد الخلفي.
ويضيف النجم العالمي خلال لقاء ضمن الدورة 17 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش : الأمر مرتبط اساسا بالتوقيت، يجب ان لا تنطق متؤخرا ولا متقدما في حوارك .. الامر حساس جدا .. المسالة ليست مسألة تمثيل بل تفاعل .. تسمع وتتفاعل .. وكانه عزف موسيقي. ولاننا لم نكن نرى بعضنا البعض خلقنا هذا التناغم .. كان الامر افضل لأننا فيما بعد كنا نستغرق في الضحك اثناء التصوير (يضحك).
وفي السياق ذاته قال مورتنسن ل”أ ف ب” إن “غرين بوك” حاز على جائزة الجمهور في 14 مهرجانا. لا أدري إن كان الفيلم سيحصد جائزة أوسكار أم لا، يبقى الأمر غامضا. إذا ربحنا سيكون ذلك جيدا وإذا لم نربح لا مشكلة. أعتقد أن “غرين بوك” فيلم جيد جدا ويمكن أن يصبح من الأفلام الكلاسيكية ويستمر في جذب الجمهور بعد 5 أو 10 سنوات. هناك حاليا الكثير من الأفلام التي تحظى بشعبية لكن يطويها النسيان بعد سنة بخلاف “غرين بوك” الذي أظن أن الناس سيحبونه”.
ويحكي فيلم Green Book قصة الدون شيرلي، فنان غني ومشهور، معروف بعبقريته في العزف على البيانو… لكنه أسود البشرة في مجتمع أمريكي يرزخ تحت وطأة العنصرية.
لذلك، فقد يحتفي به مضيفوه في مختلف الولايات التي يزوروها، يصفقون له وينبهرون بعبقريته الفنية… لكنهم لا يسمحون له بالأكل على موائدهم ولا حتى باستعمال مراحيضهم… ويرافق الدون شيرلي في مغامرته عبر جنوب الولايات المتحدة، سائق ومساعد إيطالي-أمريكي اسمعه طوني ليب. الاختلاف الكبير بين شخصيتي طوني ليب والدون شيرلي يصنع مواقف كوميدية عجيبة، لكن هذه المواقف تساهم في طرح أسئلة عميقة ومعقدة عن العنصرية والعنصرية المضادة، عن الاختلافات الطبقية، عن العلاقات الإنسانية، عن الصداقة وعن الحب.