“أركسترا منتصف الليل”.. النوايا الحسنة لا تصنع السينما

إذا كنت تبحث عن سبب لمشاهدة الفيلم المغربي “أركسترا منتصف الليل” لمخرجه جيروم كوهن أوليفار، فإن أداء النجم عزيز داداس كفيل بإقناعك لدخول القاعة المظلمة بحثا عن لحظات من المتعة والكوميديا الجميلة لممثل خفيف الظل، ذي أداء مبهر.
لكن عدا من ذلك، فإن “أركسترا منتصف الليل” متواضع جدا لا يروق لمستوى فيلم استفاد من أعلى حصة من التسبيق على المداخيل “في التاريخ” من لجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي المغربي (600 مليون سنتيم)، دون أن يعرف أحد لماذا.

يحكي الفيلم الطويل الثالث لجيروم كوهن أوليفار، قصة ابن الفنان المغربي اليهودي بوطبول الذي يضرب له والده موعدا في مدينة الدار البيضاء للقاء بعد غيبة طويلة، لكن الفنان الكبير سيرحل مباشرة بعد وصول الابن لينطلق الأخير في رحلة اكتشاف لموروث والده.

وباستثناء لحظات إنسانية مؤثرة نجح الفيلم في خلقها، فإن أركسترا منتصف الليل يفتقد إلى عمود فقري صلب تنبني عليه القصة التي كثيرا ما تاهت في نوع من الاستيهامات، ما يجعل حبكته مهلهلة، وسرده مملا، وأحداثه متوقعة في كثير من الاحيان.

@ Stefano BERCA  2014 (471)
ولست أدري إن كانت مشاركة عزيز داداس في الفيلم نعمة أم نقمة على العمل، إذ خطف النجم الكوميدي بريق كل من شاركوه الفيلم وأصبح بالتالي محور أركسترا منتصف الليل الحقيقي والبطل المطلق، في حين توارى اللآخرون للظل.

@ Stefano BERCA  2014 (26)
إن الفيلم من أوله إلى آخره محمل بمواقف متوازنة في قضايا حساسة مرتبطة بالتعايش والصراع العربي الاسرائيلي والتعصب الديني… وغيرها عالجها المخرج بإنسانية كبيرة، إلا أن النوايا الطيبة لا تصنع السينما الجيدة، وحزمة النجوم من أمثال جاد المالح وحسن الفد لا تصنع فيلما كبيرا.
صحيح أننا بعد الفيلم “قنديشة” الذي أخرجه سنة 2008 ، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي حينها، رغم مشاركة نجوم عالميين من طينة ديفيد كارادين وهيام عباس، لم نعد ننتظر الكثير من جيروم أولفار كوهن، إلا أنه بفيلم “أركسترا منتصف الليل” انتقلنا من الترقب الحذر إلى الإحباط الشامل.

@ Stefano BERCA  2014 (301)

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة