كيف أنهى الجشع السياسي طموحات ابن كيران

ما يعيشه رئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران ليس سببه الجشع المادي فحسب، بل إن مشاكل الرجل، الذي دخل في مواجهة مع “الشعب الحقيقي والافتراضي”، هو في الحقيقة نتيجة جشع سياسي، حيث أنه لم يكتف بعيش زمن ربيعه فحسب، بل اراد ان يعيش أزمنة الاخرين، ولو على حساب قياديين في حزبه لأنه يعتبر نفسه الحزب والحزب هو.

لنترك الماديات جانبا ولندع نقاش التقاعد الأساسي والتكميلي، ولنتحدث عن الفضاء السياسي الذي يقتنص فيه بنكيران الفرص، ويختلقها خلقا، من أجل أن يقول لنفسه وللآخرين أنا هنا.. أنا جزء من التاريخ.. ولم لا أنا التاريخ نفسه.. الماضي والحاضر والمستقبل. أصنع الغيم والمطر كما أكشف الشمس والجو الصحو.

ولأنه يسعى للفت الأنظار، ويسخر في ذلك “فريد” وكالته المتنقلة والحاضرة لنقل حفلات الختان، والأعراس، ومراسيم الدفن والجنازات، بالمباشر على فايسبوك. وبالتالي يغتنم المناسبة لإطلاق النار على هذا الخصم أو ذاك. فمن ليس معي فهو عدوي حسب المنطق الشهير لمتعصب آخر اشعل فتيل الحرب في الخليج يدعى بوش الابن. وبمنطق سيء الذكر هذا دعا بن كيران أخيرا صحافيين من “فسطاط الخير” وأطلق نيران انتقاداته على فسطاط الشر الذين لا يسير على هواه، أو على الاقل لا يفرش له الورد لكي يختال أو الرمل لكي “يتبورد».

اليوم انكشف كل شيء ومن نفخ في الجمر لتأجيج نيران انتخابات 2021 أحرق اللهيب “شطايطو” قبل الأوان.

وماذا بعد؟ انتهت مسيرة صاحب ازدواجية الخطاب، وازدواجية المنطق، وازدواجية المعاش. فبعد أن تيسر للرجل الخروج من الباب مرفوع الرأس عند نهاية ولايته، فضل اليوم أن يخرج من النافذة مطأطأ الرأس كأنه نشال مبتدئ ضبط la main dans le sac .

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة