نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج، مائدة مستديرة حول موضوع “فن العيش المغربي عبر العالم”، بمشاركة ثلة من مغاربة العالم ذوي المسارات المتميزة، وذلك في إطار البرنامج الثقافي الذي يشارك به المجلس في الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تستضيفه مدينة الدار البيضاء.
وشارك في هذه المائدة المستديرة كل من مصمم الأزياء والقفطان المغربي ألبير وكنين، ومؤسس مهرجان فاس للموسيقى الروحية فوزي الصقلي، والمصمم الداخلي يونس دوري، والمغني والملحن سهيل السرغيني.
وفي هذا الصدد، أوضح مصمم الأزياء ألبير وكنين، أن انتماءه الثقافي المزدوج هو الذي جعله يستلهم تصاميمه من وحي الموروث الثقافي المغربي، مبرزا أن غنى هذا الأخير أتاح له الفرصة ليعرض إبداعاته في فعاليات عالمية ويساهم في نشر اللباس المغربي عبر العالم.
واعتبر وكنين أن قابلية الثقافة المغربية في الانتشار على مستوى العالم والاندماج مع الثقافات الأخرى تستدعي الحرص على الحفاظ عليها.
ومن جهته، أكد فوزي الصقلي أن الطبخ المغربي يشكل قناة لتمرير الثقافة المغربية ونشرها، كما يساعد على التعرف عليها أكثر وعلى تاريخها، موضحا أن فن الطبخ المغربي يجمع عدة روافد أندلسية وإفريقية وأمازيغية ويهودية وغيرها.
وأبرز الرئيس الشرفي لمهرجان الطبخ المغربي أن هذه الفعالية تعتبر مناسبة من أجل التعريف بفن الطبخ المغربي، والقيم التي يحملها هذا الفن كحسن الضيافة والعيش المشترك ، مضيفا أن هذه الفعاليات غير كافية بل ينبغي بلورة استراتيجية خاصة لتسويق المطبخ المغربي العالمي على غرار الدول التي نجحت في الوصول بمطابخها إلى مراتب متقدمة عالميا.
وقال المصمم الداخلي يونس دوري أن الثقافة المغربية لطالما ألهمته، وهو الذي ولد من أب فرنسي وأم مغربية وقضى حياته في زيارات دائمة إلى المغرب، موضحا أنه بعد تخصصه في هندسة الديكور الداخلي أراد من خلال أعماله إبراز الثقافة المغربية، لذلك اختار إجراء تدريب نهاية دراسته في المغرب، في الوقت الذي توجه فيه زملاؤه نحو وجهات عالمية.
وأضاف أنه كانت له الفرصة في العمل خلال هذا التدريب مع مختلف الصناع التقليديين، مشيرا إلى أنه اعتاد وهو صغير على الذهاب إلى السوق مع جدته وأمه، وألهمه هذا المكان ليكتب رواية بالفرنسية أسماها “مولود الصغير” حاول من خلالها الحديث عن الأسواق الشعبية، التي قد يتصور البعض أنها عشوائية، إلا أنه ومن خلال روايته يحاول إثبات العكس، فالسوق بالنسبة إليه فضاء منظم متكامل وفق قواعد خاصة.
وعمل يونس دوري على تصميم فنادق، وقطع أثاث، وأواني فخمة، استلهم شكلها من المعمار المغربي الأصيل، ونجح في حصد عدة جوائز من بينها الجائزة الفرنسية للإبداع والابتكار لسنة 2006.
اعتبر المغني والملحن سهيل السرغيني أن الفن وسيلة رئيسية يعمل من خلالها الموسيقيون المغاربة في الخارج على التحسيس والتعريف بالموروث الغنائي المغربي الغني، والذي يجمع بين الرافد الأمازيغ والأندلسي والإفريقي من خلال موسيقى “گناوة”، وغيرها، كما أنها رابط متين يجعل الأجيال الجديدة متمسكة بأصولها.