صدقت العرب قديما حين قالت إن “لكل امرئ من إسمه نَصيب”، وإسم المُحسنة “نجية نظير” يحمل من الصفات والمعاني ما يُماثل روحها الطيبة، الحُبلى بالمشاعر الصادقة والأمينة.. فهي ببساطة، إنسانة ذكية، طموحة.. وعنيدة في فعل الخير والدفع به وإليه، “نجية نظير” إسم على مُسمى، إذ ليس لها نظير في عصر تحجرت فيه الأفئدة، فصارت قوالب فارغة، عوضاً من أن تكون الأضلع اليُسرى للناس مُرهفة، تملأها الرأفة والرحمة وفعل الخيرات.
نجية نظير “زهرة” فاح عطرها قبل حلول فصل الربيع
يُطلق على “نجية نظير” ( إسمها الحقيقي في شهادة الميلاد ) في منطقة أولاد فارس بإقليم سطات “الحاجة زهرة”، وهو اللقب الذي أطلقه عليها والدها، قيد حياته، فهي إنسانة متوسطة التعليم، ترعرعت في بادية تطبع تضاريسها علامات الفقر والعوز، وبحر بلا ساحل من المعاناة والحرمان، الشيء الذي دفعها إلى التفكير في المساهمة في تطوير المنطقة، والمساهمة في إنجاز مجموعة من الأعمال الخيرية، وعلى رأسها تبرعها بمبلغ 12 مليون درهم ( نحو 1،2 مليون دولار ) من أجل بناء مؤسسة تعليمية ودار لإيواء الطلاب، علاوة على ترميم مدرسة ببلدة ابن أحمد التابعة لإقليم السطات .
أعمال ومشاريع بعيداً عن صخب أضواء الكاميرات
نجية نظير، سيدة الأعمال المغربية، إنسانة تشتغل في صمت، وسبق لها أن قامت بالعديد من المشاريع والأعمال الخيرية دون أن يُسمع رنين صَمتها، مثل بناء المساجد ومساعدة الفقراء، والتكلف بمصاريف الحجاج بمنطقة أولاد فارس والنواحي، وكذلك شراء أضحيات العيد.
رغم أنها تعيش بدولة الإمارات، وبالضبط في إمارة أبو ظبي، إلا أنها لا تتردد في زيارة بلدتها كلما سنحت لها الفرصة، لتتفقد أحوال أبناء المنطقة وما يحتاجون إليه، فجودها يصدق قولها فِعلها، فإذا سُئلت وهبت، فهي “حاتم الطائي” زمانها.
السياسة هي أن تفعل الخير
تقول ” نجية نظير”، في إتصال هاتفي لموقع “إحاطة.ما“، إن السياسة هي أن تفعل الخير، وأنها لا تنوي من وراء الأعمال الخيرية التي تقوم بها سوى مرضاة وجه الله والدعاء الصالح، وأن من يدعي أنها تفعل الخير من أجل أغراض سياسية، أو طمعاً في مزاحمة الكائنات المنتخبية، والمسؤولين الذين أفقروا المنطقة فهو واهم، وأن الأيام بيننا، وأردفت ” فلوسِّي حْلاَلْ، وهاد منطقة أولاد فارس تحتاج لمؤسسات تعليمية بالإعدادي والثانوي أملاً في فك العزلة عن التلاميذ والتلميذات الذين ينحدرون من الهامش، وخاصة أبناء الفلاحين الصغار.
لبنة جديدة في صرح العطاءات المغربية
تاريخ المغرب يفخر بعطاءات رجالاته، ويفخر بنسائه .. فإذا كانت فاطمة الفهرية التي تبرعت ببحر مالها لبناء جامعة القرويين، التي تعتبر أول وأقدم جامعة في الدنيا، فقد سلمت المشعل لنسوة آخريات مثل كلثوم التي بنت مركزا صحياً، ومرافق آخرى بحي التشارك بالدار البيضاء، إضافة إلى فاطمة المدرسي التي تطوعت بدورها من حر مالها لبناء تحفة معمارية أكاديمية بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة سنة 2003 هي المدرسة العليا للتجارة والتسيير من بدايتها إلى نهايتها.