نزل عشرات الآلاف، أمس الجمعة، إلى الشوارع في مختلف أنحاء الجزائر للتعبير عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.
واتسمت أغلب المظاهرات عبر البلاد بالسلمية، إلا أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق عدد كبير من المتظاهرين تجمعوا أمام مقر الحكومة في العاصمة، ما أسفر عن وقوع 63 جريحا، بينهم 56 شرطيا، وتوقيف 45 شخصا، وفق ما نقل التلفزيون الجزائري العام عن الشرطة.
على هامش تظاهرات كبيرة، الجمعة، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، أسفرت عن مواجهات مع الشرطة، وقع 56 جريحا بين عناصر الشرطة وسبعة بين المحتجين، بحسب ما نقل التلفزيون الجزائري العام عن الشرطة.
والجمعة تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين في مختلف أنحاء البلاد تنديدا باعتزام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل.
وأحصى مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية عشرة جرحى بين المحتجين تعرضوا للضرب بعصي الشرطيين وبحجارة أعاد بعض الشرطيين رميها على محتجين، وبشظايا قنابل مسيلة للدموع أو اختناقا بالغاز.
وأوقفت الشرطة خلال النهار 45 شخصا بينهم خمسة حاولوا دخول فندق الجزائر، بحسب التلفزيون نقلا عن بيان للإدارة العامة للأمن الوطني التي تشرف على مختلف أجهزة الامن الجزائرية.
وفندق الجزائر الفخم يقع في شارع سار فيه المحتجون الذين حاولوا الجمعة الوصول الى القصر الرئاسي، وحيث سجلت مواجهات آخر النهار بين شرطيين ومجموعات من الشبان. وبحسب مصادر أمنية فإن محتجين تمكنوا من دخول الفندق وخربوا سيارات في مرآبه.
وفي الشارع القريب من الفندق كسر بلور بعض واجهات المتاجر وفرع بنكي وتم حرق سيارة، بحسب صحافية بفرانس برس وذلك بعد تمكن قوات الأمن من تفريق المحتجين مستخدمة الغاز المسيل للدموع بكثافة.
ووقعت مواجهات أخرى بين شرطيين ومحتجين آخر النهار في ساحة أول ماي وسط العاصمة، بحسب مشاهد نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبرت الحشود عن إحباطها من اعتزام بوتفليقة (81 عاما) خوض الانتخابات التي ستجرى في أبريل، بغية البقاء في الحكم بعد أن أمضى 20 عاما في السلطة. وردد المحتجون هتافات تطالب بوتفليقة بالرحيل وشددوا على الطابع السلمي للمظاهرات.
وخلال ساعة واحدة من بدء الاحتجاج في العاصمة، تزايدت أعداد الحشود بسرعة مع انضمام عشرات الآلاف للمحتجين بينهم شبان وأسر وبعض المسنين في أكبر احتشاد للتظاهر منذ احتجاجات “الربيع العربي” في 2011.
وقال المتظاهر خالد عمراني (38 عاما) لرويترز “أوصلنا رسالة مفادها رفض استمرار بوتفليقة “.
وقال حمدان سالم وهو موظف في القطاع العام (45 عاما) « انظروا للشباب الجزائري.. كل ما يطالبون به هو رئيس قادر على أداء مهامه ويمكنه أن يتحدث إلى الشعب ». وقالت خديجة التي شاركت في الاحتجاجات مع زوجها وأطفالها « عشرون عاما كافية ».
وكانت من بين المحتجين واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا في الفترة من 1954 وحتى 1962 وهي جميلة بوحيرد التي تبلغ من العمر الآن 83 عاما. وقالت للصحفيين « أنا سعيدة لأنني هنا ».
وشهدت مدن أخرى في البلاد احتجاجات منها وهران وسطيف وتيزي وزو والبويرة وقسنطينة.
ولم يوجه بوتفليقة أي خطاب مباشر للمحتجين. وتشهد الجزائر منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة مناوئة للرئيس الذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا نادرا.
وفي هذه الأثناء، يوجد بوتفليقة في المستشفى في جنيف السويسرية منذ الأحد، لإجراء “فحوص طبية دورية”، بحسب الرئاسة، دون الإعلان بعد عن موعد عودته.
وأصيب بتوفليقة (81 عاما) بجلطة في عام 2013 ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة ولم يلق خطابات للشعب الجزائري منذ سنوات.
ولسنوات تفادى كثير من الجزائريين الحديث العلني في السياسة خشية التعرض لمشاكل مع الأجهزة الأمنية أو لأنهم ببساطة فقدوا اهتمامهم بالشأن السياسي بعد أن بقيت بلادهم تحت إدارة نفس الرجال الذين تولوا الحكم بعد حرب التحرير ضد فرنسا.