يتجه نهضة الزمامرة، الفريق المغمور في منطقة دكالة، إلى تفجير مفاجئة من العيار في بطولة القسم الثاني، حيث يبدو الأقرب إلى تحقيق حلم الصعود الى البطولة الاحترافية و بالتالي مجاورة فرق الصفوة.
فعلى بعد ثمان دورات من انتهاء بطولة القسم الثاني، أصبح حلم الصعود في متناول فريق نهضة الزمامرة، الذي يمثل جماعة يقطنها 14 الف نسمة، تنتمي ترابيا لإقليم سيدي بنور، وتقع على بعد 75 كلم من مدينة الجديدة حاضرة منطقة دكالة .
وبعد مرور 22 دورة، لم يدق الفريق طعم الهزيمة ،بل واصل تعميق الفارق بينه و بين أقرب مطاريديه، إثر انتزاعه فوزا ثمينا من قلب مدينة سلا على الجمعية المحلية بهدف لصفر، واستفادته من انهزام منافسه المباشر فريق المغرب الرياضي الفاسي بالعيون على يد شباب المسيرة بالنتيجة ذاتها .
وهكذا، بات الفريق يتربع وحيدا على كرسي الزعامة، بعد تحقيقه ل12 انتصارا و عشر تعادلات، و بفارق مريح يصل الى 11 نقطة على المطاردين المباشرين المغرب الفاسي و رجاء بني ملال، الذي عاد مجددا للصراع على المركز الثاني بالرغم من اكتفائه بالتعادل الايجابي (1-1) عندما استضاف فريق اتحاد سيدي قاسم .
ومع قرب ساعة الاحتفال بالتتويج وولوج قسم الصفوة ، فقد انتابت مسيري ومحبي الفريق نوبة فرح هسترية، زادها طعما قرب افتتاح المركب الرياضي الجديد للزمامرة .
ويعتبر رئيس المكتب المديري للنادي، عبد السلام بلكشور، الذي يتولى أيضا رئاسة جماعة الزمامرة، أنه بالنسبة “للغنادرة ” وهو اللقب الذي اشتهر به قديما أهالي منطقة الزمامرة، “فالصعود ليس غاية في حد ذاته، لكنه جزء مهم من مشروع كبير ” .
وشدد على ان احتلال المركز الأول في بطولة القسم الثاني ،هو بالفعل إنجاز غير مسبوق بالنسبة لنا. والآن، إذا تحقق حلم الصعود، فسوف نكون قادرين على رفع كل التحديات التي يمكن أن يولدها مثل هذا الانجاز التاريخي”.
وبعيد تعيينه على رأس العارضة التقنية لفريق نهضة الزمامرة خلفا للاطار التقني رضا حكم، استطاع المدرب الجديد عبد الرزاق بلعربي، تحقيق سلسلة من الانتصارات المتتالية ليخرج بالفريق من دائرة اقتسام النقط، التي كلفت سلفه مغادرة الفريق بالرغم من الجهود المشرفة التي قام بها .
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال المدرب الجديد، الذي وقع السبت الماضي على فوزه الثالث على التوالي، إنه “بعد خمسة تعادلات، عاد الفريق مجددا الى سكة الانتصارات “.
وأضاف عبد الرزاق بلعربى، الذى يعول كثيرا على الدعم اللا مشروط للمسيرين والمشجعين “إننا نلعب كل مباراة على حدة، وتأتي النتائج تباعا، وهو ما يجعلنا نلعب بكل ثقة الى آخر الموسم”.
وأعرب عن سعادته بتحقيق حلم الصعود، الذي يراود جميع ساكنة مدينة الزمامرة اليوم، ومقارعة الفرق الرائدة في المنطقة، خصوصا فريق الدفاع الحسني الجديدى.
وبعد أن ذكر بأن فريق نهضة الزمامرة انتقل في وقت قياسي من الاقسام الشرفية الى القسم الثاني من البطولة الاحترافية، أكد بلكشور عن استعداده لتقديم الغالي والنفيس للوفاء بكل العهود، بمجرد الصعود الى قسم الصفوة ، مبرزا في هذا الصدد على مدين الزمامرة ستستفيد في القريب العاجل من بنيات تحية رياضية في مستوى تطلعات الساكنة في مقدمتها المركب الرياضي الجديد الذي تصل سعته الى 8 الاف متفرج .
والواقع، أن فريق نهضة الزمامرة أضحى في الآونة الأخيرة حديث الشارع الرياضي المغربي، لكونه لا يمتلك أي إنجاز تاريخي يذكر، إلا أنه حقق السنة الماضية أول إنجاز له بعد صعوده للقسم الوطني الثاني لأول مرة في تاريخه منذ تأسيسه سنة 1977، ليرفع راية التحدي ويستمر في تألقه ليبصم مرة أخرى على إنجاز تاريخي بات في متناول الفريق، يتمثل في الصعود للقسم الوطني الأول ومقارعة الكبار بعد انتظار دام لأكثر من 40 سنة.
