يعمد مجموعة من الوزراء على تطعيم دواوينهم بأعضاء من شبيبة الحزب أو كوادره، المؤهلة لمواكبة عمل الوزير، على جميع المستويات السياسية والإعلامية والتشريعية إلخ، وذلك طبعا بعد اختيار أطر متمرسة في مجالاتها، من خارج الحزب إلا في حالات ناذرة، لكن محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف باصلاح الادارة والوظيفة العمومية، عكس القاعدة، وحول “ديوانه” بالوزارة إلى مجرد آلية للترويج لشخصه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فايس بوك.
ولم ينتج ديوان الوزير شيئا ينفع البلاد والعباد، بقدر ما تخصصوا في تلميع صورة “معالي الوزير”، بل هناك من لم تطأ قدمه مقر الوزارة، على سبيل المثال موظفة دائمة الغياب لقبها زملاؤها ب”مدللة إدريس لشكر”، التي لا تلتحق بـمكتبها إلا نادرا.
ويلاحظ على أن الدواوين الوزارية، كما الوظيفة في فريق الحزب بمجلسي النواب والمستشارين، بمثابة ريع للمقربين من أبناء القادة، والحزبيين المتمتعين بعطف قياديين من الحزب، والأمر نفسه بالنسبة للائحة الوطنية (الشباب والنساء الأمر سيان)، ما يفقد العمل السياسي الدور المنوط به ويحوله إلى تهافت على المناصب بدل التكوين والتأطير، الذي اختفى مع جيل عمر بن جلون وعبد الرحيم بوعبيد أما اليوم ليس هناك سوى الولاءات ونظام السخرة إلى درجة العبودية حيث يبهدل الزعيم أتباعه في كل مناسبة، ما حول الاتحاد، وباقي النقابات والأحزاب، إلى دكاكين لا دور لها، ستكون عواقبه وخيمة على البلاد في غياب مؤطر للشعب وظهور حركات غير مؤطرة، قابلة للانفلات.