تسببت مباريات كرة القدم في الجزائر، بإحراج السلطات، بعد رفع لافتة موحدة وإطلاق أهازيج مناهضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 من أبريل لعام 2019.
وشهدت المباريات التي جرت بين ”شبيبة بجاية وأتلتيك بارادو“، و“فاق سطيف ضد مولودية الجزائر“، و“شبيبة الساورة ضد سيمبا التانزاني، رفع لافتة (الشعب 3 النظام 0).
وجرى إرفاق اللافتة بإحصائيات هادفة، كالقول إن ”النظام سيطر على الكرة بنسبة 99%، لكن الشعب الذي اكتفى بـ1% تمكن من إقصاء النظام“.
وحاولت كاميرات التلفزيون الحكومي، إخفاء اللافتة، لكنّ شبكات التواصل الاجتماعي أبرزتها بقوة.
وردد المشجعون الجزائريون في المباريات الثلاث، عبارة تقول ”ليس هناك خامسة يا بوتفليقة .. حتى وإن تجلبوا الشرطة وفرق الصاعقة“.
وتبعًا لبث اللقاءات الثلاثة على الهواء مباشرة، اضطر تقنيو التلفزيون الحكومي إلى خفض الصوت في كل مرة، لكن هذا لم ينجح أمام الهدير الجماهيري، وتسنى للمتابعين سماع الأهازيج المضادة للسلطات.
وفي خطوة أكثر جرأة، أقدم لاعبو نادي ”مولودية الجزائر“ على أداء أغنية مناوئة للنظام، في خطوة غير مسبوقة، بعدما ظل ”الخوض في السياسة“ مقتصرًا على الجماهير فحسب.
https://www.youtube.com/watch?v=PaLiwjZRn3k
وفي بلد تعتبر فيه كرة القدم مسألة أمن قومي، تعطي السلطات الجزائرية حرصًا مضاعفًا مع تنظيم لقاءات الكرة المحلية، خصوصًا أن الملاعب غالباً ما تُشكل منابر سياسية ومحاكم لأكثر ”تابوهات“ البلاد حساسية.
وتبعًا لكل القلاقل التي أفرزتها المظاهرات التي تشهدها الجزائر، ارتضى ما يُسمى بـ“حراس المعبد“، بتعليق عدة مباريات، بهدف ”إجهاض التشويش“، قبل أن يضطروا للترخيص لإجراء اللقاءات.
لكن ما غاب عن أذهان البعض، أن هذه الملاعب كانت الساحات الحقيقية التي انطلقت منها دعوات ”إحباط“ ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وتشير مصادر مطلعة، إلى تجمع فعاليات متعددة على هوامش مواجهات كروية قبل أسابيع، وذلك في ملاعب الجزائر العاصمة، تيزي وزو، برج بوعريرج، عنابة وعين مليلة.
ولن ينس رئيس الوزراء الجزائري الحالي أحمد أويحيى وسلفه عبدالمالك سلال، فضلًا عن وزراء آخرين، ما حصل لهم في ملعب 5 جويلية الأولمبي من ”محاكمات شعبية“ على المباشر في نهائيات كأس الجمهورية، ردًا عن محاذير الفساد وسوء التسيير.