وجه المحجوب السالك، عن اللجنة التنفيذية للبوليساريو خط الشهيد، رسالة مفتوحة للممثل الخاص للأمين العام الأممي بالصحراء المغربية هورست كوهلر، بمناسبة الطاولة الثانية حول الصحراء المغربية، يدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة، من خلاله، لبعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للوقوف على الأوضاع المزرية، وتسلط قيادة البوليساريو، كما طالب بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية بالمخيمات، تحت إشراف الأمم المتحدة، من أجل اختيار القيادة التي تمثلهم فعلا وقولا… وأن لهم في حراك الشعب الجزائري حاليا أكبر دليل لرفض الشعوب لأنظمة مفروضة.
ووجه المحجوب السالك هذه الرسالة، التي حصل “إحاطة.ما” آعلى نسخة منها، باسم “مجموعة من الصحراويين، الذين عاشوا خلال هذه السنوات الطويلة في أرض اللجوء بالمخيمات الصحراوية جنوب الجزائر”، والذين قرروا “بعد أكثر من 35 سنة من هذا النزاع أن يشكلوا حركة سياسية تمثل تيارا ديمقراطيا إصلاحيا داخل جبهة البوليساريو، يهدف لتحقيق العدالة والديمقراطية عبر مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره من خلال عملية التناوب على السلطة كمنهج حضري للتسيير، واحترام حقوق الإنسان التي انتهكت أكثر من مرة بالمخيمات”، مشيرا إلى أن حركتهم تعرف باسم “البوليساريو خط الشهيد”، التي “تمثل شرائح المجتمع الصحراوي المؤمنة بالعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”.
وأوضح أن “قيادة البوليساريو بعد مؤتمرها الأخير، والذي قاطعناه كحركة تصحيحية داخل البوليساريو، لكونه لم يكن سوى مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد، لكي تبقى نفس القيادة في مناصبها منذ أكثر من خمس وأربعين سنة، هذه القيادة لم تعد تمثل ما عدا نفسها ومصالحها وبالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي”.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الرسالة المفتوحة للممثل الخاص للأمين العام الأممي بالصحراء المغربية هورست كوهلر، هو وضعه في الصورة عن “معاناة المواطنين الصحراويين، من جراء استمرار هذا النزاع بالصحراء الذي دام أكثر من اللازم، وتأثيراته على أوضاعهم، وظروف حياتهم ومعيشتهم بالمخيمات، وذلك إيمانا مهم بالدور الرائد للأمم المتحدة، بكل مكوناتها ومؤسساتها في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان المعدومة حاليا بالمخيمات تحت سلطة القيادة الحالية للبوليزاريو التي تتمسك بالسلطة منذ أكثر من اربعة عقود”ّ. مشيرا إلى أن حركتهم تمثل المتضررين من هذا النزاع بمخيمات التندوف…
وبالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الأمم المتحدة لفض النزاعات عبر العالم والدور الفاعل لهيئاتها في استتباب الأمن والسلم الدوليين، دعا الممثل الخاص إلى:
الاستماع المباشر لرأيهم، بكونهم يمثلون شريحة هامة من المجتمع الصحراوي، ليكون حكمكم شاملا ومطلعا على كل الآراء رغم اختلافها وتباينها حول هذا النزاع بالصحراء، بدل الاستماع للرأي الواحد لقيادة البوليساريو في المخيمات…
القيام بدور محوري من أجل إيجاد حل عادل ودائم لقضية الصحراء التي طال أمد النزاع فيها، وتتحمل أهاليهم بالمخيمات العبء الأكثر من تأثيراته، حل يضمن الاستقرار في المنطقة ووحدة العائلات المشتتة منذ أكثر من أربعة عقود وفتح أبواب التنمية والاندماج بين شعوب المغرب العربي الكبير.
قال إن خط الشهيد، تعتبر قيادة البوليساريو مجرد أفراد متمسكين بالسلطة يتاجرون بمعاناة أهاليهم في المخيمات، وكل يوم أو شهر أو سنة يمر، من دون حل لهذا النزاع، يعد جريمة إنسانية بحق نسائهم وكهولهم وأطفالهم الذين يعانون تحت الخيام منذ أكثر من خمس وأربعين سنة، في صراع لا يخدم ما عدا أولئك الذين يحسنون الاصطياد في الماء العكر..
لذا دعا المحجوب السالك، في رسالته، الأمين العام الأممي بالصحراء المغربية هورست كوهلر، إلى ضرورة الاستماع إلى وجهة نظرهم، من أجل أن يوضح له كل خلفيات وأبعاد هذا الصراع… كما عبر عن أمله أن يأخذ رأيهم بعين الاعتبار، كجزء من الشعب الصحراوي بالمخيمات وبالخارج، ليكون الحل المرتقب شاملا عادلا ودائما.
وأضاف أنه إذا كانت البوليساريو تمثل الشعب الصحراوي فإن هذه القيادة لا تمثل ما عدا نفسها، وبالتالي فليس لها الحق للتفاوض باسم الشعب الصحراوي مع الحكومة المغربية حول مصيرهم ومستقبلهم، إلا إذا أجريت انتخابات حرة وديمقراطية بالمخيمات، تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل اختيار القيادة التي تمثلهم فعلا وقولا… ولهم في حراك الشعب الجزائري حاليا أكبر دليل لرفض الشعوب لأنظمة مفروضة…
واعتبر أن فقدان الدكتور الخليل أحمد ابريه منذ 10 سنوات جريمة تتحمل مسؤوليتها الدولة الجزائرية وقيادة البوليساريو، والأمم المتحدة، لذا لا بد من الكشف عن مصيره والسماح لعائلته بزيارته، وتقديمه لمحاكمة عادلة إذا كانت هناك تهم موجهة إليه، بدل اختطاف قسري ذهب ضحيته ومصير مجهول خلال عشر سنوات…