واصلت كرة القدم إستنزاف الملايير من المال العام، بعدما كلفت مباراة المنتخب الوطني نظيره الأرجنتيني، الثلاثاء المقبل، بطنجة، مليار سنتيم.
وكشفت جريدة “الصباح” حسب معطيات تتوفر عليها، أنه ورغم الحديث عن إمكانية تسويق المباراة، إلا أن تمويل ذلك سيتم في الغالب من المال العام، سواء عن طريق التلفزيون المغربي، او المحتضنين، وأغلبهم مؤسسات عمومية، ليتكرس النهج الذي سارت عليه الجامعة الحالية، وهو الإعتماد على المال العام، عوض الإستثمار، وإقناع الخواص.
وأضافت الجريدة أن تنظيم المباراة لن يكون مجديا من الناحية الرياضية، بحكم الإختلاف الكبير بين أسلوب لعب المنتخب الأرجنتيني والمنتخبات التي سيواجهها المنتخب الوطني، في كأس إفريقيا، بل ستؤدي المباراة إلى حزازات وتفرقة داخل المجموعة، بعدما إضطر الناخب الوطني إلى إستدعاء لاعبين معينين للسفر إلى مالاوي الجمعة المقبل، وآخرين لخوض المباراة الإستعراضية أمام رفاق ميسي.
وتضاف التكلفة الكبيرة للمباراة إلى مئات الملايير التي إستنزفتها كرة القدم في عهدة الجامعة الحالية، والتي خصصت لتمويل البنيات التحتية (200 مليار)، ومحاربة الشغب (30مليار) وملف كأس العالم 2026 (30 مليار دون الفوز بتنظيمه)، وتنظيم النسخة الثانية من مونديال الأندية (60مليار)، وبناء 3 ملاعب بابن سليمان ووجدة وتطوان (500مليار)، ودعم الكونفدرالية الإفريقية (20مليار).
وتطرح الوثيرة التي يصرف بها المال العام على كرة القدم حسب “الصباح” علامات إستفهام كبيرة حول دوافع جعل هذا القطاع أولوية بالنسبة إلى الدولة، على حساب مشاكل المغاربة، خصوصا في ما يتعلق بالصحة والتعليم، في وقت أصبحت فيه الكرة الوطنية مرادفا للعزوف الجماهيري، والشغب، ومشاكل التحكيم، وإنعدام الثقة في الجهاز المشرف عليها، والتي بلغت درجة الإحتقان، بدليل الشعارات التي أصبحت ترفع في الملاعب ومواقع التواصل الإجتماعي، والتي وصل صداها إلى مقر “فيفا”، بعد الوقفة الإحتجاجية لجماهير الرجاء.