رفع مجموعة من أعضاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مطلب الانسحاب من الحكومة، مشيرين إلى أن مشاركة الحزب في حكومة سعد الدين العثماني “اليمينية” لم تفد الحزب في شيء بقدر ما أزمت وضع الحزب، وساهمت في تراجع شعبيته.
وكشف مصدر اتحادي أن الحقائب الوزارية الاتحادية لا تساهم في أن يكون للوزراء الاتحاديين أي دور في الحكومة، وإنما مجرد كومبارس، ما يدفع إلى الخروج من الحكومة، وإعادة بناء الحزب، وهيكلته.
وأضاف المصدر أن الاتحاد الاشتراكي يجب أن يستفيد من تجربة حزب الاستقلال، الذي انسحب من حكومة عبد الإله بن كيران، وفي الوقت نفسه، خرج من تجربة حميد شباط وشعبويته، وشرع في بناء الحزب من جديد، حيث استعاد عافيته.
وأشار المصدر إلى أن الطريق السليم لإعادة التوهج لحزب القوات الشعبية هو الانسحاب من الحكومة، وإطلاق مصالحة داخلية، تتوج بعودة الغاضبين والمغضوب عليهم، وفتح حوار داخلي شعاره النقد والنقد الذاتي، وتقييم التجربة، لنقل المسؤولية بسلاسة من القيادة الحالية، التي يجب أن تسلم المشعل لقيادة جديدة.
وأضاف المصدر ل إحاطة.ما أن إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، عليه أن يستفيد من درس حميد شباط، الذي خرج منهزما من المؤتمر، ومحمد اليازغي، الذي انتفض الاتحاديون في وجهه بمن فيهم أقرب المقربين منه، عبد الهادي خيرات، ومحمد بوبكري، وإدريس لشكر، وخرج من الحزب وكأنه لم يكن يوما زعيما.
وأوضح المصدر أن لشكر يجب أن يخرج بأل الخسائر ويحافظ على مكانته، وموقعه بالحزب، بالمساهمة، بل بقيادة انتقال سلس بالاتحاد الاشتراكي.
يذكر أن أيام إدريس لشكر على رأس الحزب أصبحت معدودة، خاصة بعد اتساع دائرة المعارضين لسياسة تدبيره للحزب، وخرجاته غير المحسوبة، والتي تجر على حزب القوات الشعبية الويلات.
واعتبر الغاضبون من إدريس لشكر خرجاته مجرد “فهلوة”، كما أنهم يعتبرون المواقف التي يعبر عنها تخصه هو فقط، ولا سند حزبي لها.
وكشفت مصادر متطابقة أن الاتحاديين يعدون العدة لإعادة الحزب إلى سكته، وذلك بإزاحة لشكر، قبل انتهاء ولايته، خاصة إذا أبان عن طموح تولي ولاية ثالثة، فيما سيجعلونه يخرج بشرف إن ساهم في تغيير سلس داخل الحزب.
وأضافت المصادر أن الاتحاديين الغاضبين يتحسرون على حزب كان له وزنه، ويقود الحركات النضالية الجماهيرية، ويؤطر الشعب، أصبح، اليوم، لا قيمة ولا وزن له، يسعى ويتسول حقائب وزارية، بالوساطة، ولا يستبعد أن يتحول إلى حزب انتخابي يسعى حصته من مقاعد بالجماعات والبرلمان، إن استمر لشكر على رأسه.