لم تهدأ زوبعة الصراع على مناصب المسؤولية بمجلس النواب حتى وجد الرئيس حبيب المالكي نفسه في مواجهة بؤر توتر جديدة داخل الأحزاب، بفعل تهافت البرلمانيين على لوائح سفريات البرلمان، خاصة الخاسرين في معركة الهيكلة، الذين يطالبون أحزابهم بتعويضهم بمنح التمثيلة في اللجان المشتركة والهيآت الدولية.
وذكرت جريدة “الصباح”، أن الأصالة والمعاصرة سيكون أكثر الأحزاب تضررا من صراع المناصب الخارجية، إذ مازالت المواجهة مشتعلة بين نوابه بشأن مناصب التمثيليات داخل مجلس النواب. ولم تنفرج بعد الأزمة التنظيمية، التي سببتها حرب المتاصب البرلمانية، خاصة تمثيلة الحزب داخل مكتب مجلس النواب، والتي وصلت حد المواجهات العنيفة بين حكيم بنشماس، الأمين العام للحزب والبرلماني إبراهيم الجماني، حتى عاد الصراع من جديد للواجهة، بين القيادة وغاضبين من تعيينها.
وأضافت الجريدة، أن البام لم يتمكن من تجاوز الأزمة الجديدة، إذ لم يحسم في تسمية ثلاثة نواب لتمثيليته في شعب المجلس المتعلقة بعدد من الهيآت الدولية، رغم عقد إجتماعات ماراثونية، أصر خلالها عدد كبير من النواب على الترشح لشغلها، ولم يجد القيادي محمد الحموتي بدا من التدخل لطلب تأجيل الحسم إلى وقت لاحق.
وتكتسي المناصب، الممنوحة للترضية أهمية حيوية على إعتبار أنها آلية محورية للدبلوماسية البرلمانية، خاصة في مجال توثيق العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، سواء من خلال مجموعة الصداقة، أو الزيارات المتبادلة بين البرلمانيين.
ويجب أن تتم عملية تحديد من يمثل البرلمان بقرار من المكتب، مع مراعاة التخصص ومبدأ التشاور مع الفرق وتطبيق قاعدة التمثيل النسبي لها، ويتم التنسيق بين مجلسي البرلمان في ما يخص التمثيل في المنظمات الدولية والإقليمية، إذ تتشكل لهذه الغاية شعب مشتركة مع مجلس النواب، ويؤكد النظامان الدخليان عدم جواز إنتقاذ أي فريق لفريق آخر في تعيينه لمن يريد من أعضائه، كما يمنعان على أي مستشار إبداء ملاحظاته بشأن مستشار آخر. ويتطابق مجلس المستشارين مع مجلس النواب في تعيين مستشارين يشاركون في لجنة خارج المجلس، كما هو الحال في قنوات التعامل مع البرلمانات الشقيقة والصديقة، وإحداث لجان للتعاون والصداقة تحت إشراف المكتب، تتكون من 12 عضواـ تمثل فيها جميع الفرق مع مراعاة مبدأ التمثيل النسبي بالنسبة لرئاسة هذه اللجان. وإدراكا للدور الحاسم للدباوماسية البرلمانية الثنائية والمتعددة الأطراف في العلاقات الدولية وتأثير البرامانات والمنظمات البرلمانية المتنامي مع القرار الدولي، يصر حبيب المالكي رئيس مجلس النواب على “إعمال رؤية جديدة في مجال العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، تكرس مقاربات الترصيد والحضور والإستباق والمأسسة والتأطير القانوني لعلاقاتنا الثنائية مع البرلمانات الوطنية، والإنتقال من الظرفي إلى المستدام”.