دفعت طرق الاحتفال بعاشوراء وزمزم هذا العام جمعية مدنية إلى طلب تدخل رئيس الحكومة، عبدالإله بنكيران، ومعه وزارتا العدل والحريات والداخلية، ضد ما سمته الجمعية “انتهاكا للحقوق الفردية”.
وتميز الاحتفال بزمزم، الذي يتزامن مع اليوم الموالي ليلة عاشورا بأساليب احتفالية جديدة، والتي تتجدد كل سنة، لإذ بالإضافة إلى رمي الفتيات بالبيض، التي أصبحت “عادة” سنوية، تعززت هذه “العادة” بتلطيخ وجوههن برماد إطارات السيارات التي تحرق ليلة عاشوراء.
وقالت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، في بيان توصل “إحاطة.ما” بنسخة منه، إنها قررت توجيه مراسلات احتجاجية إلى كل من رئيس الحكومة، وزير الداخلية ووزير العدل والحريات، لاستنكار من جهة استمرار ولوج المفرقعات والألعاب النارية المختلفة الأشكال والأحجام إلى الأسواق المغربية وتداولها علانية أمام مرأى ومسمع من الجميع، ووضعها رهن إشارة أطفال ويافعين، لتداولها واستعمالها بشكل غير سليم يضر بسلامة الغير، مع التنديد بحجم التقاعس الذي طبع تدخلات المصالح الأمنية والسلطات المحلية والتساهل مع تحويل الأزقة والشوارع إلى ساحات للحرب تنتشر فيها ألسنة اللهب، ونشر الفوضى إلى ساعات متأخرة من الليل، مما أدى إلى ردّ فعل نتجت عنه وفاة طفل بمنطقة الحي الحسني بالدار البيضاء، وتسجيل مواجهات دامية بالأسلحة البيضاء التي بدأت فصولها تحت مسميات الاحتفال.
وقال البيان ذاته إن هذه المراسلات تعبّر كذلك عن رفض كل أشكال العنف المادي الذي طال عددا من المواطنات والمواطنين، خاصة الشابات اللواتي استهدفن بالماء والبيض وغيرها من المواد الخطيرة تحت مبرر “الاحتفال بزمزم”، واللواتي تعرضن للعنف البدني في حالات عدة حين عبّرن عن رفضهن للإساءة التي تعرضن لها، وهو ما يعتبره الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش أنه يقدم صورة سلبية عن مجتمع لاتحضر فيه مظاهر التعايش، ويعبر عن، تنمية مع وقف للتنفيذ، في ظل ممارسات متخلفة وتجاوزات حقوقية وقانونية تضر بالعنصر البشري الذي يعدّ الركيزة الأساسية لكل أشكال التنمية.