أطلقت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، بشراكة مع وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية الرواندية، امس الثلاثاء بكيغالي، قافلة فلاحية تروم إعداد خريطة لخصوبة التربة ضمن منطقة تجريبية نموذجية بمساحة 50 ألف هكتار في رواندا.
وجرى إطلاق هذه القافلة، بحضور وزيرة الفلاحة والموارد الحيوانية، جيراران موكيشيمانا، وسفير صاحب الجلالة في كيغالي، يوسف العماني، ووفد مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط وأعضاء من البرلمان الرواندي.
وستجوب القافلة، في البداية، أربع مناطق شمال غرب رواندا لأخذ عينات التربة وإجراء التحليلات التي سيتم استخدامها لإنجاز الخريطة المتعلقة بخصوبة التربة، وذلك تنفيذا لاتفاق تعاون تم توقيعه في نونبر 2017 بين المجلس الرواندي للتنمية الزراعية والموارد الحيوانية ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط.
وتتضمن هذه الشراكة تجهيز مختبرين لتحليل التربة (مختبر ثابت وآخر متنقل) مجهز بأحدث المعدات اللازمة لتحليل عينات التربة التي سيتم جمعها في إطار مشروع إنجاز خريطة خصوبة التربة في رواندا.
ويهدف هذا التعاون أيضا إلى تزويد المهندسين الزراعيين الروانديين بالتجهيزات لتنظيم دورات تحسيسية لصغار الفلاحين بشأن الممارسات الجيدة للمزروعات الرئيسية المعتمدة في رواندا.
وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة الزراعة الرواندية أن هذه المبادرة تجسد العلاقات الأخوية التي تربط ما بين المغرب ورواندا، واصفة إياها بالتعاون “الممتاز” بين البلدين.
وبحسب الوزيرة الرواندية، يندرج هذا المشروع في سياق المخطط الاستراتيجي الوطني للنهوض بالزراعة، والذي يشمل، على الخصوص، المساعدة الفنية لبناء القدرات في ما يتعلق بخصوبة التربة ووضع الخرائط ذات الصلة، مضيفة أن “هذه المبادرة ذات القيمة المضافة، ستسهم في تعزيز استدامة الزراعة الرواندية، التي تعد قطاعا رئيسيا في البلاد”.
كما أعربت المسؤولة عن شكرها للمكتب الشريف للفوسفاط وسفارة المغرب في رواندا لدعمهما ومواكبتهما تنفيذ هذا المشروع المبتكر.
ومن جهته، لفت السفير المغربي في رواندا الى أن “إطلاق هذا المشروع يمثل حدثا مهما في مسار التعاون الثنائي”، معربا عن اعتزازه بإنجاز هذا المشروع الذي سيتيح وضع خريطة لخصوبة التربة تروم النهوض بالزراعة الرواندية.
وذكر السفير بأن الزيارة التاريخية، التي قام بها الملك محمد السادس إلى رواندا في عام 2016، أضفت دينامية جديدة في التعاون الثنائي، لا سيما من خلال افتتاح السفارة المغربية في كيغالي وأيضا توقيع عدد من اتفاقيات التعاون تغطي العديد من المجالات ذات القيمة المضافة العالية، بما في ذلك الزراعة والإسكان والتكوين المهني والقطاع المالي والنقل الجوي والسياحة.
وفي معرض إشارته الى اللجنة العليا المشتركة المغربية -الرواندية، التي انعقدت في مارس الماضي بالرباط، سجل السفير المغربي أن هذا الاجتماع الأول مكن من توسيع روابط الشراكة بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية، خاصة في قطاعات الزراعة والقضاء والصناعة والتجارة، واصفا التعاون بين البلدين ب”الممتاز”.
ومن جهتها، أشارت حسينة مخاريق، ممثلة المكتب الشريف للفوسفاط الى أن هذا المشروع يروم أيضا تعزيز القدرات التقنية لأطر المجلس الرواندي للتنمية الزراعية والموارد الحيوانية في مجالات خصوبة التربة، ومراقبة جودة الأسمدة، وأيضا نظم المعلومات الجغرافية المطبقة على خرائط التربة.
وأشارت، في هذا الصدد، الى أن أربعة من المهندسين الزراعيين الروانديين استفادوا من تكوين تقني في المملكة، كما شارك نحو عشرين من فنيي المختبرات في دورة تكوين في مجال إخصاب التربة الزراعية في رواندا.
وكانت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد أبرمت في عام 2016 اتفاق إطار للشراكة مع وزارة الزراعة والموارد الحيوانية الرواندية.