احتضن المقر المركزي لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم الجمعة 03 ماي 2019، اجتماعا للمؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب ممثلة، في المكتب الوطني للمؤسسة ومنسقيها الجهويين مع الأمناء العامين السابقين، تحت رئاسة الأمين العام حكيم بن شماش، لمناقشة مضمون مبادرة “نداء المسؤولية”.
استهل هذا الاجتماع بكلمة توجيهية الأمين العام، عبر من خلالها عن شكره الجزيل لرئيس المؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب كونها المؤسسة الأولى التي تفاعلت بشكل مباشر مع النداء، وذلك بعقد هذا الاجتماع الهام. واعتبر الأمين العام أن هذه المبادرة صادرة عن قيادات مؤسسة تحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه اللحظة الصعبة التي يمر منها الحزب، بحيث وأنه طيلة العشر سنوات الماضية لم يسبق لمعنويات المنتخبات والمنتخبين والمناضلات والمناضلين، أن وصلت إلى المستوى الذي وصلت إليه اليوم، لذلك اعتبر الأمين العام أن التجاوب مع هذه المبادرة من طرفه كان تلقائيا لأنها جاءت في الوقت المناسب. كما أشار الأمين العام إلى أن مؤسسي الحزب نعتبرهم دوما مفخرة، فرغم الادعاءات التي جرى النفخ فيها على نطاق واسع بأن هؤلاء قد غادروا ، فإنهم لم يكونوا غائبين بل ظلوا حاضرين بعواطفهم وأحاسيسهم وأفكارهم، وهو ما تمت البرهنة عليه من خلال ما جاء في “نداء المسؤولية”. إن هذا النداء يضيف الأمين العام، سوف يكون له ما بعده، بحيث سيتيح الخروج من الوضع الحالي إلى وضع أحسن، “إذا ما اعتمدنا على الإيمان بذكائنا الجماعي ومسؤولياتنا المتمثلة في استرجاع مكانة الحزب لكي يؤدي وظائفه كاملة”.
بعد ذلك تناول الكلمة العربي المحرشي رئيس المؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، رحب من خلالها بالحضور وثمن مبادرة “نداء المسؤولية” واعتبر أن الغاية من هذا الاجتماع هو توضيح فحوى هذا النداء، والإنصات لتوضيحات الإخوة الموقعين عليه، خاصة وأن الانطباع الأولي حول النداء ، رفع من منسوب معنويات المناضلات والمناضلين وجدد الشعور بالثقة في مستقبل حزبهم، كيف لا وهي صادرة عن مناضلين خبروا الحزب وراكموا خبرة وتجربة ليست باليسيرة.
ومن أجل بسط رؤية “نداء المسؤولية”، أشار حسن بنعدي إلى أهمية تفاعل المسؤول الأول عن الحزب السيد حكيم بن شماش الأمين العام للحزب مع هذه المبادرة، معتبرا أن لذلك دلالة رمزية تعكس روح المسؤولية الجماعية الملقاة على عاتقنا اليوم .
إن الحزب حسب حسن بنعدي يتوفر اليوم على قوة قل نظيرها، فجميع مؤسسي الحزب ظلوا متابعين له وقريبين منه، وأمام الوضع الحالي استشعرنا المسؤولية التاريخية وقلنا لا ينبغي أن نبقى متفرجين، فصحيح أن وجود المشاكل أمر طبيعي لكن الغير الطبيعي هو أن نبقى بعيدين عن المساهمة في إرجاع الحزب إلى توهجه، وذلك عن طريق الالتئام حول مسائلة صادقة لمسؤولياتنا الذاتية ومسؤوليات الآخرين بدون أي حسابات ضيقة.
إن هذه المبادرة حسب حسن بنعدي ليست حركة تصحيحية وليست تدشينا لسيرورة الاستغناء عن مؤسسات الحزب، بل هي دعوة لاستنفار كل الطاقات داخل حزب الأصالة والمعاصرة من أجل ترميم ما يمكن ترميمه وتطعيم ما يمكن تطعيمه، حتى يتسنى لنا التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة ونساهم بمسؤولية في الرهانات المطروحة على بلادنا. لكن كل هذا لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق معالجة عناصر الخلل من داخلنا ودعم المبادرات الهادفة والبناءة للمناضلات والمناضلين.
إن “نداء المسؤولية”، يضيف حسن بنعدي، هو موجه إلى أنفسنا أولا ونعدكم أننا سوف نبقى مواكبين لجميع الخطوات المستقبلية للحزب بعيدا عن الحسابات الانتهازية وانتصارا للعمل الجماعي الذكي.
ودائما في إطار بسط رؤية مبادرة “نداء المسؤولية”، اعتبر الدكتور محمد الشيخ بيد الله أنه قد سجل بارتياح الموقف الكبير الذي عبر عنه الأمين العام حكيم بن شماش بخصوص موقفه من “نداء المسؤولية”، موضحا بقوله، أننا داخل الحزب لسنا بالملائكة ولسنا بالشياطين، لقد جئنا في منعطف خطير ولكننا عبرنا بسلام من منعطفات أخطر. إن تدبير الطموحات حسب الدكتور الشيخ بيد الله أمر صعب، والطموحات أمر مشروع من داخل الحزب لكن ينبغي أن تكون هذه الطموحات موزونة. إننا أصبحنا نعيش مشكلة الثقة وأصبح منسوبها يقل يوما بعد يوم، وسبب ذلك هو أننا لم نمتلك القدرة على القيام بوقفة من أجل تقييم ذواتنا، لذلك فلما فكرنا في هذا النداء لم تكن فيه أي حسابات ضيقة بل اعتبرنا أن هذا النداء لابد منه للدخول في مرحلة النقد الذاتي. إننا اليوم، مضيفا الشيخ بيد الله، في الحاجة إلى مصالحة جماعية بحيث لا نفرط في أي كان، فالحزب في الحاجة لجميع طاقاته.
وأكد مصطفى بكوري في سياق بسط مضمون “نداء المسؤولية” أنه إذا كنا نراهن على الفعل في الواقع السياسي بصفة عامة فمن الضروري العمل على تأهيل حزبنا، لأنه من غير المقبول أن لا نكون على أهبة الاستعداد خلال المحطات المقبلة التي لا يمكن تلخيصها في المحطات الانتخابية وفقط، إننا اليوم أمام مسؤولية جماعية تتمثل في كوننا الحزب الذي بإمكانه تقديم حلول للواقع الذي تعيشه بلادنا اليوم. كما اعتبر مصطفى بكوري أن إحدى مدخلات تأهيل حزبنا هي الحرص على الحفاظ على التراكم، فالنجاحات التي حققناها كثيرة وينبغي أن نتبناها جميعا ونفتخر بها. إن هذا النداء موجه إلى كل من له مسؤولية ومن لم يعتبر نفسه مسؤولا فهو يعمل على إقصاء نفسه. كما أضاف مصطفى بكوري أنه ينبغي أن نكون حذرين بالقطع مع ممارسات سياسية معينة، فالنقاش ينبغي أن يكون اليوم على أرضية النفس الوحدوي والهدف الوحيد هو الاطمئنان على العمل المؤسساتي للحزب، فالقوة الحقيقية لحزب الأصالة والمعاصرة تتمثل في القدرة على التعايش بين مكوناته.
بعد التفاعل من طرف الحضور مع مجمل المداخلات وبعد التعقيبات خلص الاجتماع إلى الآتي:
– الدعوة إلى التعبئة الجماعية لإنجاح دورة المجلس الوطني المقبلة؛
– دعوة المنسقين الجهويين للمؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب إلى نقل “نداء المسؤولية” للمناضلات والمناضلين داخل الجهات والأقاليم؛
– تسطير برنامج عمل المؤسسة على مستوى الأقاليم؛
– تنظيم ندوة وطنية لمأسسة وتعزيز الحوار الداخلي للحزب