بعد فترة طويلة، دامت لأكثر من شهرين، وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الدعوة إلى أعضاء المكتب السياسي للحزب لحضور اجتماع، مع بداية شهر رمضان (الثلاثاء الماضي).
فبعد أن انفرد لشكر بتدبير شؤون الحزب، دون تنسيق مع أعضاء المكتب السياسي، القيادة الحزبية المخول لها قانونيا تسيير الحزب بين مرحلتي اجتماع المجلس الوطني، قرر “التواضع” وعقد اجتماع للمكتب السياسي في أول شهر رمضان، شهر المغفرة لعل أعضاء المكتب السياسي يغفرون له زلاته وأخطائه، ومصائبه التي أودت بالحزب إلى مكانة لا تليق بسمع وتاريخ حزب من حجم الاتحاد الاشتراكي، ورموزه، المهدي بنبركة، وعمر بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي، ومحمد اليازغي، إضافة إلى الذين ضحوا بدمائهم من شباب وعمال من أجل حزب القوات الشعبية والوطن والديمقراطية.
ورغم أن لشكر اتصل شخصيا بعدد من أعضاء المكتب السياسي، وحثهم على الحضور لهذا الاجتماع “التاريخي”، خاصة أنه جاء بعد مرور ثمانية أسابيع، نعم 8 أسابيع عن آخر اجتماع عقده، كان رد فعل الأعضاء في مستوى الحدث حيث تلقى لشكر سيلا من الانتقادات، لانفراده بتدبير شؤون الحزب، دون الرجوع إلى باقي أعضاء المكتب السياسي، والتشاور معهم، حيث همش وجمد هياكل الحزب، وأصبح الآمر الناهي، ولا أحد يقرر ولا جهاز غير لشكر وجهاز الكاتب الأول.
ولم يسلم لشكر من انتقادات حتى الذين كانوا جد مقربين إليه أو محسوبين عليه، فيما التزم آخرون الصمت، لكن في قرارة أنفسهم يحملون انتقادات جمة للكاتب الأول، وسينفجرون في وجهه في أول محطة.