ميدي 1 تيفي : القنوات هاهوما .. والمشاهدين فيناهوما؟

شيء مثير للشفقة ذلك الذي قامت به إدارة ميدي 1 تيفي مؤخرا، عندما اختار المدير العام للمحطة إقامة فطور للعاملين في المؤسسة وتقديم الحصيلة السنوية بشكل شبه سري في غياب تام للشفافية أو حضور لوسائل الاعلام.

ويدل سلوك حسن خيار، الذي اختار التحاور مع ذاته، وعرض نتائج القناة على القناة، على شيء واحد وحيد، هو أن الرجل له ما يخفي عن الأنظار أو ما يخجل من الكشف عنه للعموم.

وقد اختار خيار عرض النتائج على نفسه في جلستين مغلقتين الاولى في عرض/فطور بطنجة، والثانية في عرض/فطور بالرباط، غير ان العرضين لم يتضمنا اية مناقشة مادام جل العاملين ملتزمين بمواعيد عمل محددة، ونظرا لأن المعطيات التي قدم في كلمة دامت حوالي ساعة، فضفاضة وتفتقر للمصداقية، حيث تحدث المدير عن قنوات افريقيا والعالم العربي (والهند والسند) لا يراها أحد، وفروع لا يعرفها أحد، ونسب مشاهدة لا سبيل من التأكد من مصداقيتها خصوصا بعد اختيار المحطة الخروج من ماروك ميتري التي كانت تفضح نسب المشاهدة المخجلة لميدي 1 تيفي لدى المعلنين، واللجوء الى وكالات مشكوك في ذمتها ونزاهتها تضع في القمة كل من يدفع أكثر.

وتبجح مدير القناة خلال عرضه السري في طنجة والرباط بارتفاع مداخيل الاشهار دون أن تحمر وجنتاه خجلا . في وقت كان من المفروض أن يشرح للحاضرين وللرأي العام كيف تحصل قناة لا تتجاوز 0.1 في المائة من حصة المشاهدة على كل هذه الاعلانات؟ وكيف لمدير قناة تلفزيونية (ميدي 1 تيفي) ومحطة إذاعية (ميدي 1) أن يكون أيضا مديرا لوكالة اشهارية (Regie 3) تدبر بشكل حصري واحتكاري الاشهار في قناة منافسة اسمها (دوزيم 2M)؟ وكيف يتم اقتسام “وزيعة” الاشهارات بين المؤسستين المتنافستين؟

يبدو أن المحطة الطنجاوية التي كان يعول عليها كقناة منافسة للأولى والثانية أو على الأقل مكملة لهما، تاهت في الطريق بسبب سوء التدبير، وبسبب التحولات التي شهدتها : من اخبارية الى شبه عامة ثم اخبارية إفريقية .. ليقودها هذا التخبط الى وضعها المخجل الذي توجد عليه اليوم حيث وقع لها ما وقع للغراب الذي اراد تقليد مشية الحمامة فأضاع مشيته وهويته الأولى، ولم ينجح قط في تقليد مشية الطائر البديع.

 

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة