سيطلق مجلس الجماعة الحضرية للرباط، قريبا، حافلات وردية خاصة بالنساء، كما سبق أن أعلن عن ذلك رئيس الجماعة، محمد صديقي، عن حزب العدالة والتنمية.
وأعاد قضية الحافلات إلى الواجهة، الإعلان عن توظيف 180 امرأة سائقة لهذه الحافلات، المثيرة للجدل.
وبرر العمدة تخصيص حافلات وردية للنساء، فقط، لتفادي التحرش بهن داخل وسائل النقل العمومية، في مبادرة لقيت رفضا منشريحة واسعة من المغاربة، الذين اعتبروها تكريسا للتمييز بين الجنسين وتمهيدا للفصل بينهما.
وأكدت جماعة الرباط في بيان سابق، عزمها تخصيص حافلات وردية للنساء لتفادي التحرش، من خلال عصرنة قطاع النقل بالرباط، اقتداء بتجربة بعض الدول “المتقدمة” في هذا المجال.
واستغل العمدة المنتمي للبيجيدي، حملة وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، التي تقودها وزيرة من الحزب نفسه، بالموازاة مع الحملة الوطنية الخامسة عشرة لوقف العنف ضد النساء، لتقديم “مشروعه”، بعد عرض تجربة طوكيو، عاصمة اليابان، في هذا مجال، حيث تخصص بلدية طوكيو، في وقت الذروة عربات خاصة للنساء فقط في المترو، وليس في جميع الأوقات، فيما التجربة الرباطية، تسير في اتجاه التجربة الإيرانية.
وأثار مشروع العمدة الإخواني ردود فعل، ولقي معارضة شديدة من طرف مجموعة من الفاعلين، رأوا فيه تمييزا بين الجنسين سيفتح الطريق أمام الفصل بين الرجل والمرأة في الفضاءات العمومية الأخرى، فيما اعتبرت تيارات ذات توجه إسلامي ومحافظ أن الفكرة إيجابية ومن شأنها حماية النساء من التحرش في وسائل النقل العمومية.
ومن بين التعاليق التي صاحبت الإعلان عن إطلاق حافلات وردية، كتبت إحدى المعارضات، “الحافلات الوردية يا عمدة الرباط!! كيف لم تفكر في تخصيص حافلات سوداء بستائر سميكة تحجب الرؤية!!
ماذا بعد نزول الراكبات في المحطة؟ هل ستفكر في تخصيص أزقة وشوارع وساحات تكون حكرا على النساء، حتى لا يصادفن المتحرشين في طريقهن؟
ولو فعلت، أنسيت أن بالرباط الكثير من المدارس والجامعات والمستشفيات والادارات العمومية والمسارح والمراكز التجارية؟
ستتعب كثيرا يا عمدة وأنت تجاهد كي يبسط الظلام سدوله على عاصمة الأنوار”.
وعلق معارض آخر، في مواقع التواصل الاجتماعي، “يسألونك عن الحافلات الوردية ضد التحرش .. قل .. إنها فكرة براقة في لونها رجعية في مضمونها .. فكرة الحاكم بأمر الله الفاطمي”. فيما كتبت أخرى إن “الحافلات الوردية من أجل النساء، لا تسئ للمرأة بقدر ما تسئ للرجل.. لأنها تظهره حيوانا غير قادر على التحكم بغرائزه.. و ليس ذلك فقط بل هي إهانة للدولة لأنها تظهرها بمظهر دولة اللا قانون، العاجزة عن فرض احترام المرأة كشريك للرجل في المملكة، التي أراد لها صاحب الجلالة أن تكون حداثية…”.
وفي تعليق، من مئات التعاليق، المستهزئة بقرار العمدة، كتب “آخر الحافلات الوردية ليست اجراء منصفا للنساء.. الحافلات الوردية تمييز”.