مهرجان كناوة يمنح عشاقه سفرا ساحرا على أنغام المعلمين وموسيقى العالم

تستعد مدينة الصويرة لاستقبال الدورة 22 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، من 20 يونيو إلى 23 يونيو المقبل.

وتمثل هذه الدورة التي تعقد تحت شعار “دعوة للسفر” تذكرة إلى عوالم موسيقية خلابة تجمع بيت التقاليد العريقة من جهة والألوان التعبيرية المعصرة، ما يجعل من مهرجان كناوة حدثا فنية فريدا يجلب الانتباه داخل المغرب وخارجه بعد أن تمكن المهرجان من جعل ” كناوة شهودا على مغامرة إنسانية وفنية مدهشة، لقد غدت مغامرة أقلية كانت موجودة سابقًا في الشارع، ظاهرة موسيقية حقيقية معترف بها دوليًا”. على حد قول نايلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم.

وتضيف التازي : “مع مرور الوقت والدورات، أصبح كناوة سفراء حقيقيون للمغرب، إذ يسافرون كل عام إلى وجهات مثل نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس ولندن وباريس وبروكسل وبرلين وأبيدجان وأستراليا.

ومع مرور الوقت أيضا، أصبح مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمثابة ملحمة أسطورية تبناها الملايين من المغاربة الفخورون بها”.

ومنذ إنشائه قبل 22 عاما، و”مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة” يبتكر ويجدد ويبدع ويتقاسم كل هذا مع جمهوره العريض. وكل عام يتجدد سحر هذا المهرجان المميز من أجل لحظات غير مسبوقة من السفر الموسيقي.

وتراهن هذه التظاهرة الثقافية مرة أخرى هذه السنة على الجرأة والأصالة، إذ يتضمن مهرجان هذه الدورة 3 أيام من الاكتشاف الموسيقي موزعة على نحو 40 حفلا في كل جهات المدينة.

وبغض النظر عن سعيه إلى نشر فن “كناوة” العريق والمفعم بالحياة اليوم أكثر من أي وقت مضى، يقدم المهرجان فانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة ليؤكدوا مرة أخرى الطابع الكوني للغة الموسيقى.

ويسعى المهرجان كل سنة إلى تقديم طيف واسع من الأساليب والتعبيرات لجمهوره. وبهذه المناسبة، سيحضر الصوت العذب والرائع للفنان حميد القصري، والمبدع مصطفى باقبو الذي يمتاز بقدرة عالية على مزج جميع الأنواع الموسيقية مع الحفاظ على البعد التقليدي لموسيقى كناوة. كما سيسعد الجمهور أيضا ببراعة الجمع بين أسلوب الريغي وموسيقى كناوة مع الفنان عمر حياة، أو الاستمتاع بتجربة تجديد فن كناوة مع الموسيقي حسن بوسو. وعلاوة على ذلك، ستتميز هذه السنة بمشاركة معلمين فريدين في هذه السهرات: ويتعلق الأمر هنا بكل من حسن حكمون، الذي عبر المحيطات وأبدع في هذا الفن بكل براعة في مدينة نيويورك، وماجد بقاس، العازف على العديد من الآلات الموسيقية، والفنان البارع في دمج موسيقى كناوة مع موسيقى الجاز.

https://www.youtube.com/watch?v=tZpeg8Lx87k

وخلال هذه الدورة، سيكون الجمهور على موعد مع فرق موسيقية بسيطة وأخرى عالمية، كلها تناسلت عن ثقافات الأجداد وبقيت حتى الآن: موسيقى الطوارق، أغاني البربر، الفلامنكو الراقي، الموسيقى “الأفرو” كوبية الخاصة بالطقوس المقدسة (سانتيريا، بابلو، أباكوا، إيسا، رومبا، كولومبيا…).

وتعبر هذه الألوان الموسيقية المتنوعة والرائعة عن غنى إنسانيتنا، كما تعكس أيضا قيمنا المشتركة، وهي القيم التي يواصل المهرجان الترويج لها. حيث سيحضر تيناريوين (مالي)، ومارياد يل مار مورينو (إسبانيا)، وأوسين ديل مونتي (كوبا)، بالإضافة إلى نبيلة معان، وبيتويناتنا، وفرقة موغادور، هاهوما وإيمديازين من المغرب،و بالوجي (الكونغو)، ومو! كوياتي (غينيا)، وثورد وورل (جامايكا)، وسوشيلا رامان (المملكة المتحدة-الهند).

ويخصص المهرجان هذه السنة تكريما للأسطورة “راندي ويستون” الذي رحل عن عالمنا في شتنبر 2018 ببروكلين عن عمر يناهز 92 عاما. وقد عرف عن راندي ويتسون، عازف البيانو الشهير في عالم الجاز، أنه كان يستلهم دوما من الجذور الإفريقية للجاز لتطوير وتجديد فنه على الدوام. وسيكرم المهرجان ذكرى هذا الفنان الرائد في المزج بين كناوة والجاز والذي كان يكن حبا مطلقا للموسيقى الإفريقية، بإحياء “ليلة”، وإقامة معرض للصور، وعرض الشريط الوثائقي الرائع “راندي في طنجة”.

وبما أن “مهرجان كناوة وموسيقى العالم” فضاء للحرية وتبادل الآراء والخبرات، فإنه يستضيف، للسنة الثامنة على التوالي، “منتدى الصويرة لحقوق الإنسان” بشراكة وثيقة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وسيقوم المتدخلون القادمون من مختلف الآفاق، مرة أخرى، بتبادل خبراتهم، وأفكارهم، ورؤاهم وآمالهم حول موضوع “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”.

إن دورة 2019 من “مهرجان كناوة وموسيقى العالم” ستفي بكل بوعودها، وستأخذ جمهورها العريض مرة أخرى في سفر جديد، سفر تتحد فيه الأصالة والرغبة في الاكتشاف، سفر يتوقف فيه الزمن، سفر تتحاور فيه أشكال الموسيقى، سفر ينصهر فيه الفنانون مع جمهورهم.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة