قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري؛ وقف بث شبكة الخدمات ” إم.إف.إم “، خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامج “باسم الله أرقيك” ، لمدة أسبوع، لعدم احترام شركة ” إم.إف.إم إذاعة وتلفزة”، لمالكها كمال لحلو، المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولا سيما تلك المتعلقة بالضوابط المؤطرة للبرامج الصحية.
وبعـد الاطلاع على التقرير الذي أعدته المديرية العامة للاتصال السمعي البصري بخصوص حلقات 5 و12 و14 مارس 2019، من برنامج “باسم الله أرقيك” الذي تبثه ” إم.إف.إم ” ؛ بناء على شكاية “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك” التي قالت إن بعض برامج الخدمات الإذاعية الخاصة، تشيد بالشعوذة، خاصة أسلوب ومنهجية تقديم وعرض برنامج “باسم الله أرقيك”، والذي يستغل حسب الشكاية جهل وضعف بعض المستهلكين، مما قد يلحق الضرر بمصالحهم المادية وسلامتهم الصحية، بشكل يتنافى مع القوانين.
وتبين من خلال تتبع الحلقات المذكورة، أنها تناولت مجموعة من المواضيع، المتعلقة بما قدمه واعتبره ضيف البرنامج، أمراضا وأعراضا نفسية وعضوية من قبيل “العقم والإجهاض” و”الاضطرابات النفسية” و”التسمم الغذائي” و”الرعاف” و”النزيف” و”القولون العصبي”…؛ كما تفاعل الضيف مع المستمعين عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، من خلال عرض حالاتهم، عليه واقتراحه ما اعتبره حلولا علاجية، وذلك من خلال استعمال عبارات من قبيل:
– ضيف البرنامج: “(…) بالنسبة للناس اللي ما عندهومش الحالات ديال العكوسات ولكن عندهم الاضطرابات وعندهم الخوف…والكآبة… من الأحسن تغتسلوا بنفس الطريقة…ولكن اللي تتقياو به هي الطريقة ديال الشعير أو الكرعة (…)”؛
– منشط البرنامج: “(…) كذلك الأصداء كثيرة ديال الإنجاب اللي الحمد لله بزاف دالناس وأخر واحد اللي تواصل معانا نهار الخميس اللي فات من إيطاليا… قال بأنه دار المستشفيات ديال أوروبا كاملة وقالوا ليه صافي ما عمرك غتولد ولكن هذاك الشيء عند الله تعالى تيقضيه بالنية وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى، فهذه أمور كاملة هي محفزة لينا باش إن شاء الله تعالى نبداو هاذ الرقية ونعظموا فيها اليقين.
– ضيف البرنامج: “(…) بالنسبة للنساء اللي عندهم المشكل ديال النزيف أو اللي تيجيهوم هاذ المشكل ديال الرعاف… تتاخذوا ماء الزهر والخل البلدي وشوية ديال ماء الرقية وتقراو فيه (…)”.
وأضاف بلاغ الهاكا أن الحلقات المشار إليها، وإن لم تتضمن تحريضا صريحا، إلا أنها تثير الملاحظات الآتية: – طريقة تقديم المنشط للضيف، بعبارات تنويهية وذات حمولة معنوية معينة؛ – اقتراح الضيف “حلولا علاجية” على أنها ذات آثار ناجعة في شفاء بعض الأعراض والأمراض؛ – تقديم شهادات حول نجاح الحلول المقترحة المذكورة عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، ذهبت في مجملها إلى الوقوف على بعض حالاتهم وتفاعلهم مع الحلول العلاجية التي يقترحها للمشاركين، ما قد يحمل، ولو لفئة من الجمهور، على التطبيع مع هذه الممارسات وما اعتبره البرنامج علاجات، والتخلي، في بعض الحالات عن المتابعة الطبية؛ كل هذا يجعل المضمون السالف الذكر في مجمله، يحث ويحمل، ولو ضمنيا فئة من الجمهور على نهج ممارسات من شأنها أن تلحق ضررا بصحتهم، وذلك دون تحفظ من لدن منشط البرنامج، خلافا لما يقتضيه واجب التحكم في البث، مما يجعل البرنامج، قد أخل بالمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولا سيما تلك المتعلقة بالبرامج الصحية.
وقرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، وقف بث شبكة الخدمات ” إم.إف.إم “، خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامج “باسم الله أرقيك” ، لمدة أسبوع، و بث بيان الهاكا، طيلة مدة العقوبة.
