في الوقت الذي وجه محمد أمكراز، الكاتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، مساء يوم الجمعة الماضي، في لقاء تواصلي بمدينة فاس، انتقادات لبعض الأحزاب التي اتهمها بتوزيع قفة رمضان واستغلال ذلك لأغراض سياسية واضحة، كان عدد من رؤساء المقاطعات عن حزب العدالة والتنمية يشرفون على حفلات جماعية للحناء، وما يرتبط بها من ركوب لأطفال الفقراء على “العمارية” وسط حملة تصوير وعرض لـ”المنتوج” على صفحات التواصل الاجتماعي، والظهور في تصريحات تدافع عن صرف المال العام على مثل هذه الاحتفالات، التي اعتبر رئيس مقاطعة فاس المدينة، سعيد السرغيني، أنها تندرج في إطار عمل القرب الذي يقوم به مجلس هذه المقاطعة.
وأورد السرغيني، حسب يومية “الأخبار” في عددها ليوم (الاثنين)، أن هذه العملية سبق لمجلس المقاطعة أن نظم نسخة مشابهة له في السنوات الماضية. وحرص عدد من نواب رئيس المقاطعة ونشطاء حزب “البيجيدي” على أن ينسقوا جميع تفاصيل هذه العملية التي ترمي إلى التقرب من الفئات الفقيرة في المقاطعات الأكثر شعبية بالمدينة، وأقرت خديجة فطري، نائبة رئيس المقاطعة، بأن المستهدف في هذه العملية هي الطبقات الهشة، في وقت ظل محمد أمكراز، القيادي في شبيبة “البيجيدي” يؤكد في اللقاء ذاته الذي عقد تحت شعار “العمل السياسي بين تعزيز الإصلاح ومخاطر التبخيس”، أن حزب “المصباح” لا يؤطر السكان بالقفف.
وأشارت ذات اليومية، إلى أن المثير في هذا اللقاء التواصلي أن الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، تساءل عما إذا كانت القفة التي غزت المغرب تقدم ضمن تقرير ميزانيات الأحزاب للمجلس الأعلى للحسابات وأمام الهيئات الرقابية الأخرى، في حين أشارت المصادر إلى أن السلطات مطالبة بالتدخل للتحقيق في أوجه صرف المال العام من قبل الجماعات التي يشرف عليها حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسها المجلس الجماعي لفاس، الذي خصص ميزانيات ضخمة لم يكشف بعد عن تفاصيلها لدعم أنشطة الختان ورسم الجداريات وحفلات الحناء ومهرجان الموسيقى في مختلف المقاطعات، في حين أن الأولويات التي كان قدمها في برنامجه الانتخابي لها علاقة بتأهيل البنيات في الأحياء ناقصة التجهيز وإطلاق مشاريع تهيئة، وتبسيط المساطر وتكريس خدمة القرب الجماعية وخلق مناخ جذاب للاستثمار.
وذكرت المصادر أن المجالس الجهوية للحسابات مطالبة، أيضا، بأن تدقق في الأموال التي ترصد لمثل هذه الأنشطة والمعايير التي تحدد للاستفادة منها والشركات التي تتكلف بسندات طلبها، وذلك لربط المسؤولية بالمحاسبة.