قال خوسية لويس رودريجيز ثاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية السابق، “إن مستقبل الشعوب أصبح مرتبطا أكثر من أي وقت مضي، وأن شعوب العالم يجب أن تتعاون فيما بينها لمواجهة التحديات التي يمثلها التطور التكنولوجي غير المسبوق الذي سيجتاح العالم”.
وأكد ثاباتيرو، في بلاغ توصل إحاطة.ما بنسخة منه، “أن العالم سيشهد خلال سنوات قليلة متغيرات قد تبدو لنا مستحيلة الان، وأن هذه الإمور المستحيلة ستكون ممكنة ومتاحة للانسانية وأن الحديث الآن يدور حول الجيل الرابع أو الخامس من الثورات الرقمية وهي ثورات مستمرة ولايمكن التنبؤ بآفاقها المستقبلية حتى الان”.
وأضاف ثاباتيرو في كلمة له اليوم أمام مؤتمر التكنولوجيا والابتكار والمجتمع / سايفاي افريقيا 2019 / “CYFY Africa 2019“ الذي يعقد بمدينة طنجة، “أن ما نعلمه وندركه اننا نعيش والبشرية والعالم مرحلة من التطور غير مسبوقة، وأن العالم في حالة ضغط مستمر والذكاء الاصطناعي ومرحلة الروبوت وتطور الانترنت يشغل العالم وحكوماته وينبغي ان يشغل الجميع لتأثيراتها على مجريات الحياة”.
وأوضح، أنه لايوجد مجال لاتؤثر عليه هذه التحولات التكنولوجية وعندما نتحدث عن هذه التحولات يجب ان نتخيل طبيعة وشكل الحياة المستقبلية وعلاقات السلطة في العالم .
وقال المتحدث ذاته، “إن الصين تنفق سنويا نحو 130 مليار دولار على تطوير الذكاء الاصطناعي, مؤكدا أن الصين حققت تطورا في المجالات التكنولوجية يتجاوز عشر سنوات ماحققته الولايات المتحدة الأمريكية، وأن عدد المهندسين في مجال الاتصالات أغلبه موجود في الصين”.
وأشار ثاباتيرو إلى أن الدول الأوربية بقوانينها ونظمها ستحاول ضبط الأمور وتحديد الأهداف والمخاطر وصيانة حقوق الانسان، وإن كانت تسير ببطء إلا أنها قادرة على ضبط المعايير فيما يخص الثورة التكنولوجية موضحا أن أمام الدول الافريقية فرصة تاريخية في مجال مواكبة التطور التكنولوجي ويمكن أن تحدث تقدما في العديد من المجالات بالتعاون فيما بينها ومع المؤسسات الدولية.
وأضاف قائلا: “إن الهاتف الذكي الذي غزا حياتنا يتيح معلومات أكثر من تلك التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من ثلاثين عاما”.
وأكد ثاباتيرو، “أن هذا العصر الرقمي لن يغير فقط الأهداف والافاق وانما سيتيح آفاقا جديدة في مجالات الحياة ففي الصحة مثلا هناك حديث على ان التقدم التكنولوجي سيؤثر على سنوات حياة الانسان التي قد تصل الى مائة وأربعين سنة وقد تمتد الى مائتي سنة لأن الذكاء الاصطناعي سيتيح امكانية الكشف المبكر عن الأمراض وسبل الوقاية والتشخيص وتحقيق جودة حياة أفضل وهذه ثمرة التطور التكنولوجي وامال التكنولوجيا في مواجهة التغييرات المناخية والوصول الى عالم أفضل وتنمية ادماج العالم بطاقة متجددة ومضاعفة الانتاج وتحقيق التنمية المستدامة”.
وأشار الى ان التقدم سيشمل الأمن والدفاع والاقتصاد ويتغلب على الاقتصادات التقليدية ويفتح مجالات هائلة للابتكار اضافة للفرص الهائلة للعلم والأمن والصحة ومكافحة التغيرات المناخية .
وأضاف، “أن هناك مخاطر لايمكن تجاهلها جراء هذا التطور التكنولوجي اهمها الجشع للسلطة والتسلط والثراء الفاحش الذي قد يستأثر بجزء كبير من هذا التقدم موضحا ان هذا يستلزم من الهيئات الدولية وليس فقط الحكومات أو الشركات الكبرى التي تحتفظ الان بمعلومات تخص ملايين البشر حول العالم ان يتعاونوا ويحددوا أهدافهم السياسية والاجتماعية سواء داخل المنظمات الدولية أو الحكومات الوطنية أو المحلية أو المجتمعات وكل مايمثل المجتمعات المنظمة”.
وقال، “إن الشركات القائمة على المعلومات الرقمية تمتلك الان سلطة لم تعرفها البشرية من قبل ويعرفون معلومات عن أنفسنا اكثر مما نعرفه ، وهذه سلطة ليست عسكرية وهذا يمكن أن يؤدي الى كوارث لأنها سلطة غير مرئية ولايعرفها المواطن لافتا الى أهمية ان يكون هناك مباديء حاكمة لهذه الشركات وان تطلب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وضع تنظيم صارم يحدد أطر وقواعد عمل هذه الشركات يجب ان تلتزم بها وانه ينبغي ان تكون هناك برامج وأهداف عالمية لتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر للمجتمعات الفقيرة معتبرا ان هناك فرصة تاريخية لأن يكون هناك مساواة في التنمية وان يكون التقدم الاقتصادي مصحوبا بالتقدم الأخلاقي وان يطبق ذلك على الروبوت”.
وقال ثاباتيرو, “إن الدفاع ووجود الجيوش كان مهمة أساسية للحكومات، وأن الجيوش كانت هي المسؤول عن مواجهة هذه المخاطر، إلا ان الثورة الرقمية تجاوزت ذلك وباتت تؤثر على الفرص في العيش والمساواة وتكافؤ الفرص داعيا الى الحفاظ على الحقوق خاصة حقوق المعلومات الخاصة بالمواطن وحمايتها ويجب ادخال المباديء الفلسفية والأخلاقية في الثورة الرقمية”.
وأوضح ثاباتيرو، في البلاغ ذاته، “ان الثورة الصناعية غيرت وجه العالم لكنها لم تكن مصحوبة بتغير اقتصادي الا ان الثورة الرقمية غيرت الاوضاع الاقتصادية فالصين أحدثت طفرة خلال 40 عاما ونقلت 700 مليون شخص من حالة الفقر وهو تطور هائل لايقارن بما أحدثته البشرية خلال قرون”.