أشاد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان-إيف لو دريان، السبت بالرباط، بـ”العلاقة الاقتصادية المهمة” بين المغرب وفرنسا.
وأوضح لودريان، في لقاء صحفي مشترك، عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الحارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أن أكثر من 900 شركة فرنسية متواجدة بشكل مباشر أو غير مباشر فوق التراب المغربي محدثة بذلك آلاف الوظائف.
وتابع لودريان، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “لدينا إرادة للاستمرار معا في شراكة حقيقية، والتي تم تجسيدها بشكل خاص خلال تدشين القطار الفائق السرعة والتي تعززت، أيضا، بقرار تشغيل محطة نور لتوليد الطاقة الشمسية”، معتبرا أن كل هذا يبرز نجاح العلاقات الاقتصادية الثنائية، والتي تسهم في تنمية بلد ومنطقة بأكملها.
وبعد أن دعا إلى إبراز الشراكات الصناعية بين البلدين، أشار لو دريان إلى أن “الاجتماع الرفيع المستوى الذي سنعقده قريبا سيمكننا من دعم هذا التوجه الرئيسي”.
وفيما يتعلق بالتعليم والتكوين، شدد المسؤول الفرنسي على ضرورة إبراز المبادرات لفائدة الشباب، مؤكدا أن شبكة المدارس في المغرب، وكذلك ما يسمى بالمؤسسات العليا الفرنسية المتواجدة بالمملكة، على استعداد لإطلاق عمل مشترك مع السلطات المغربية لتوفير فرص التعليم والشغل للشباب المغاربة.
وبعد أن أعرب عن أمله في تعزيز موضوع التعليم والتكوين المهني، أشار المسؤول الفرنسي الى أن كل ذلك سيندرج في إطار الاجتماع الرفيع المستوى وزيارات الدولة للرئيس الفرنسي.
وأكد لو دريان، في هذا الإطار، أن هذه الالتزامات تسهم في متانة العلاقات الفرسنية-المغربية.
وخلص إلى أن “هذا الاجتماع يندرج في اطار ما يمكن تسميته شراكة استثنائية، سواء على مستوى كثافة المواضيع التي تمت مناقشتها، أو على مستوى الصداقة (…)”وفي هذا السياق، أكد بوريطة أن هذه الزيارة تندرج ضمن التشاور الدائم بين البلدين في إطار علاقة مبنية على حوار بناء ومنتظم وشراكة متينة ومتعددة الأبعاد.
وتنبع هذه الشراكة، حسب بوريطة، من رغبة أكيدة من أعلى مستوى بين الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، اللذان أكدا دائما، في مختلف لقاءاتهما واجتماعاتهما، أهمية تعزيز مكتسبات هذه الشراكة وتقوية مختلف أبعادها.
وقال الوزير “لقد استعرضنا الأجندة الثنائية التي ستشهد خلال الأشهر المقبلة عقد لقاءات جد هامة، وخاصة الدورة الرابعة عشرة للاجتماع الرفيع المستوى، المقرر عقده في نهاية السنة بفرنسا”، مضيفا أنه تم خلال هذا الاجتماع تدارس نتائج مختلف بنيات الشراكة الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية، والدينية، والثقافية، والتعليمية، والتنقل، والهجرة، والأمن.
وأشاد بوريطة بمختلف آليات هذه الشراكة التي تعمل بطريقة “مكثفة” و”جد إيجابية”، مشيرا إلى أن عناصر مختلف هذه الآليات سيتم تدارسها خلال أشغال الدورة الرابعة عشر للاجتماع الرفيع المستوى، الذي سيكون مناسبة قصد الإعداد لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إلى المغرب.
وأبرز بوريطة أن المسؤولين أشادا بكون هذه المبادرات تركز على موضوع الشباب والتكوين، معتبرا أن الأمر يتعلق بعنصر أساسي ومحور مهيكل لشراكة مغربية- فرنسية، سواء من حيث فرص العمل أو الفرص الاقتصادية أو التكوين أو التعليم أو الثقافة.
وخلص بوريطة إلى أن المناقشات تمحورت أيضا حول سبل تقوية هذه الشراكة للعمل على مستوى متعدد الأطراف وإقليمي، مضيفا أن الطرفين اتفقا على عقد اجتماع بالمغرب حول عمليات حفظ السلم في الدول الفرنكفونية، الذي سيترأسه المغرب بشكل مشترك بمشاركة واسعة لبلدان ومنظمات إقليمية ودولية، على غرار الأمم المتحدة.