ارتقى مغنيا موسيقى الراب بيغ فلو وأولي بجمهور منصة “أو. إل. إم السويسي” صعودا نحو النجوم، من خلال قطعتهما “على القمر” “sur la lune”، قبل أن يستحوذ دادجو على قلوب الجمهور النسوي بتأدية أغنيته “ملكة” “Reine”، مساء أمس الأحد بالرباط، وذلك في إطار فعاليات النسخة الـ 18 من مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” (21-29 يونيو الجاري).
ففي جو من الحماس منقطع النظير، سجل ثنائي الراب الفرنسي فلوريان وأوليفيو أوردونيز (بيغ فلو وأولي) ظهورهما على خشبة العرض. وبدأ بيغ فلو يقول “بيغ فلو وأولي، هل تعرف نان”: ليس من دون قبعتها”، قبل أن يرددا أغنيتها ذائعة الصيت “Nous aussi 2″، وذلك بصوته العميق السهل تمييزه، ليتماهى سريعا مع شقيقه الأصغر، أولي في موسيقى راب من بين الأكثر تفردا، بعيدا عن الصور النمطية والمظاهر المبتذلة لـ “البلينغ بلينغ”.
فبفضل نغماتهما البعيدة عن السياسية، وأسلوبهما الجميل والمتفرد، وكلماتهما المؤثرة البسيطة، فتح الشقيقان نافذة على الماضي من خلال أولى أغانيهما “غانغستا” و”كالعادة”، وذلك أمام شباب عاشق، يتقاسمون أفراح وأحزان الحياة اليومية التي يغنى بها الثنائي.
كلمات مرحة، تكاد تكون ذات طابع ساخر أحيانا، وظلامية وحزينة أحيانا أخرى، إنه مضمون العرض الذي قدمه ابنا مدينة تولوز الفرنسية لجمهورهما، الذي ظل متتبعا تمام التتبع للقصص التي حكاها الثنائي بكل أمانة.
وتابع الشقيقان وصلتهما الغنائية بالأغنية ذائعة الصيت “من أجل صديق” “Pour un pote”، التي قاما بإصدارها لفائدة فيلم “Brice de Nice 3″، قبل أن يقوما بنزع سترتيهما ليكشفا عن قميص المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بما شكل دليلا فعليا على ولع هذين الفنانين بالرياضة.
وفجأة، اشتغلت جميع الشاشات لتعرض بأحرف مضيئة “حياة الأحلام” “La vie de rêve”، عنوان آخر ألبوماتهما. وأمام جمهور حماسي وملتهب، قاما بأداء “إذن إذن” “Alors alors”، و”أبي” “Papa”، الأغنية التي كتباها تكريما لأصول أبيهما الأرجنتينية.
وهكذا، خلال لحظة ملؤها الاندهاش، ازدادت طاقة أخوة الشقيقين بأضعاف كثيرة. فلوريان على آلة الطبل وأوليفيو على البوق، أبهر ثنائي موسيقى الراب المتميز بتنوع أنماطه، الجمهور ليقوما بأداء إيقاع “لاتيني” غير مألوف. تمرين شاق ولكنه ناجح لهذين الفنانين الاستثنائيين.
وانضم إلى بيغ فلو وأولي صديقهما والبطل beatbox Wawad ، حيث جعلوا الجمهور يتفاعل بدون قيود، قبل أن يعزف فلوريان على آلة البيانو لتقديم واحدة من أشهر أغانيهما “للأسف” “Dommage”. لم تكن هناك في وقت لاحق سوى عدد قليل من البدايات الخاطئة الطوعية، والتي تعمداها كما لو كان هدفها إثارة الجمهور، ليبدأ الثنائي في الغناء مع جميع الشباب الحاضرين.
وبمجرد استعادة الأنفاس بعد المشاعر الجيائة التي أثارتها “Monsieur tout le monde”، آخر الأغاني الناجحة لثنائي الراب، وجد الجمهور نفسه مشدوها أمام الصوت الحساس والمتفرد لدادجو، المغني الفرنسي من أصول كونغولية.
وما أن اعتلى المنصة، لم يلبث المسمى “الأمير دادج” أن يثير الأحاسيس بأغنيته “لبؤة” “Lionne”، وهي قصيدة من الأزمنة الحديثة تحتفي بالنساء، هؤلاء اللبؤات اللواتي يقاتلن يوميا من أجل أسرهن.
“وجدته بالفعل”، “قلت لا”، “كبريائي”، وغيرها من أغاني دادجو الشهير، تعاقبت بعد ذلك لإسعاد الجمهور الحاضر الذي غنى في انسجام تام، الكلمات المؤثرة لجميع أغاني الأمير دادج، المعروف بقدرته على إنتاج عناوين فعالة من الناحية التجارية ولا غبار عليها موسيقيا.
إثر ذلك، تمكن دادجو من هز جنبات منصة “أو. إل. إم السويسي”، بفضل الإيقاع الحضري المتفرد لأغنيته “السرقة ليست جيدة”، التي تم إصدارها بالتعاون مع أبو دبينج، قبل أداء أغنيته الناجحة “بيلا تشياو”، في إحالة على أخيه الأكبر ميتر جيمز الشهير، وكذا نايسترو وفيتا وسليمان، الذين تعاونوا معه على مستوى الموسيقى.
وما أن انتهت الإيقاعات الملتهبة، حتى خاطب من يسمي نفسه “الرجل المحترم 2.0″، النساء الحاضرات، جمهوره المثالي، الذي قدم له أداء رائعا لأغنيته “بي بي”، التي تم إصدارها بالتعاون مع أمير الأفرو-تراب MHD.
وبفضل توضيبها المثالي وألحانها الأنيقة وصوتها الشجي، سرعان ما أخذ “المحبوب” المفضل حشود النساء في شهر عسل بفضل قطعته الشهيرة “بوب مارلي”، التي جعلت قلوب الكثيرات تخفق.
وما إن تناثر الإيقاع الجذاب لأغنية “Jaloux” على الخشبة، حتى انطلق الجمهور في أداء كابيلا ناجحة، لمدة ثلاث دقائق، وأخذ بذلك عشاق المغني الكاريزماتي زمام المبادرة في مواجهة دادجو الذي بلغ أوج سعادته.
ويعتبر فلوريان (بيغ فلو) وأوليفيو (أولي) أصغر ثنائي هيب هوب في فرنسا الذي وقع عقدا موسيقيا في 2014. وقد أصدر الشقيقان اللذان يعدان، في ذات الآن، مغنيين وكاتبي كلمات وملحنين، ألبومهما الأول “La cour des grands” في 2015، والحاصل على الأسطوانة الذهبية في أقل من أربعة أشهر بعد إصداره وأسطوانة البلاتين في فرنسا.
وقدر صدر ثاني ألبوماتهما الذي يحمل عنوان “الحياة الحقيقية” سنة 2017. وبعد ثلاثة أسابيع من الاستغلال، تم التصديق عليه بأسطوانة ذهبية، ثم بأسطوانة بلاتين ثلاثة أشهر بعد ذلك.
وبالنسبة لدادجو، المزداد في سين سانت دينيس، ومن أصل كونغولي، فإن الموسيقى هي مسألة عائلية. حيث كان والده يغني في فرقة بابا ويمبا، أما شقيقه فليس سوى ميتر جيمز الشهير. حيث بدأ مسيرته الفنية في 2012 مع الثنائي The Shin Sekaï إلى جانب أبو تل الذي أصدر معه أغنيتين وألبوما.