دراسة: الشباب المغاربة يُديرون ظهرهم للدين

كشفت شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة، عن معطيات مثيرة، خلال استطلاع للرأي أجرته مؤخراً لصالح “بي بي سي عربي”، والذي وصفته بـ”الاستطلاع الكبير”، إذ أن الأخير ( أي الاستطلاع)، تطرق إلى جوانب متعددة من تغيرات طبيعة الحياة اليومية لسكان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهمت مجالات الدين، والفساد، والهجرة، والتوجه الجنسي، بالإضافة إلى مواضيع الرفاهية.

وبينت نتائج الاستطلاع أن عدد الأشخاص الذين يقولون إنهم “غير متدينين” يتزايد، وأن شعبية الرئيس أردوغان تفوق شعبية ترامب وبوتين معاً، في الدول التي شملها الاستطلاع، ومن بينها المغرب.

المغرب الأول عربيا في عدد اللادينيين

تضاعف عدد “اللادينيين” المغاربة بأربع مرات وبشكل مُطرد خلال السنوات الأخيرة، متصدرين بذلك قائمة الدول العربية، في انقلاب تام عن الصورة النمطية، والمثالية السائدة عن ذاك المجتمع المتدين والمحافظ حضاريا.

وذكر استطلاع للرأي، أجرته شبكة البارومتر العربي (Arab Barometer) لصالح بي بي سي عربي، أنه ومنذ عام 2013، ارتفعت نسبة “اللادينيين” من 8 في المائة إلى 13 في المائة، حيث تضاعف حجم المغاربة الذين يصفون أنفسهم بأنهم “غير متدينين” إلى أربع مرات، ويصف ثلث التونسيين وربع الليبيين أنفسهم هكذا، علاوة على المصريين الذين تضاعفت أعدادهم أيضاً.

وأوضح هذا الاستطلاع الذي يعد أكبر وأوسع استطلاع للآراء في دول العالم العربي، والذي شمل أزيد من 12 بلداً، (المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر، لبنان، مصر، السودان، فلسطين، الأردن، العراق، اليمن)، حيث استُطلعت آراء 25,407 أشخاص وجها لوجه، أن آراء الشباب حول قضايا جوهرية، نظير الدين وحقوق المرأة والهجرة، ثم تقبل المثليين جنسيا، تُظهر بالملموس تغير نظرة المجتمعات العربية للقضايا سالفة الذكر.

وكشفت الدراسة أن نسبة “غير المتدينين” من الشباب في البلدان التي شملتها الدراسة بلغت 18 في المائة، أغلبهم دون سن الثلاثين، باستثناء اليمن.

تمكين المرأة

وفي سياق آخر، خرج الاستطلاع بصورة متناقضة فيما يخص مساواة المرأة، وما إذا كان بإمكان النسوة اتخاذ قرارات على النطاق الوطني ولكن ليس على النطاق الأسري، تبين أن المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يرى أقل من نصف سكانه أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل.

يشار أن استطلاع 2018-2019 يعد الأكبر في المنطقة على الإطلاق قياسا بعدد المشاركين وعدد الدول التي شملها، كما يعد الأعمق من ناحية شمولية الأسئلة التي طرحت على المشاركين. وقد أجريت المقابلات مع المشاركين، واستغرق كل منها 45 دقيقة باستخدام الحواسيب اللوحية من قبل باحثين في أماكن تتمتع بالخصوصية.

كما اختير المشاركون في الاستطلاع عشوائيا باستخدام أساليب وسياقات علمية رصينة تضمن تمثيلهم لمجتمعاتهم. وكانت أغلبية الأسئلة التي طرحت على المشاركين أسئلة ذات خيارات متعددة، ولكن كانت هناك أسئلة مفتوحة أيضا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة