أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، على أن الحكومة جعلت من تنزيل برنامج تنمية العالم القروي “برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي”، الذي تم إعداده بتعليمات من الملك محمد السادس، إحدى أولوياتها الأساسية، من خلال انخراطها إلى جانب باقي الشركاء (المجالس الجهوية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب) في رصد الاعتمادات المالية اللازمة لتنزيل المشاريع المدرجة في البرنامج الهام، وكذا تتبع بلورة وإنجاز هذه المشاريع على أرض الواقع.
وأوضح العثماني، خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، يومه (الاثنين) 24 يونيو، أن هذا البرنامج الذي يهم الفترة الممتدة ما بين 2017 -2023، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ50 مليار درهم، تم إعداده انطلاقا من توصيات استراتيجية تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية، والتي وضعت على أساس نتائج الدراسة الميدانية المنجزة من طرف وزارة الداخلية، والتي تم من خلالها تحديد احتياجات هذه المناطق من البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية على مستوى 29 ألف دوارا، في 1272 جماعة.
وأضاف أن البرنامج سُطّرت له ثلاثة أهداف استراتيجية وهي: فك العزلة عن السّكان بالمناطق القروية والجبلية، من خلال إنشاء الطّرق والمسالك والمعابر، لتحسين مستوى عيشهم وتمكينهم من الاستفادة على قدم المساواة من الفرص والموارد الطبيعية والاقتصادية، وتعميم وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الأساسية المتعلقة بالكهرباء، والماء الصالح الشرب، والصّحة، والتعليم، وتوفير الشّروط اللاّزمة لتعزيز وتنويع القدرات الاقتصادية للمناطق القروية والجبلية، بهدف تحسين دخل وظروف عيش الساكنة وبالتالي تحسين مؤشرات التنمية البشرية في هذه المناطق.
وتهم المشاريع المبرمجة برسم هذا البرنامج مجالات التدخل التالية: بناء الطرق وفتح وتهيئة المسالك القروية والمنشئات الفنية، والكهربة القروية، والتزويد بالماء الصالح للشرب، و تأهيل مؤسسات قطاع التعليم، ثم تأهيل قطاع الصحة.
وأبرز رئيس الحكومة أنه لتحقيق الشّروط المؤسساتية لإنجاح تنزيل هذا البرنامج والرفع من مستوى التنسيق بين كافة المتدخلين وطنيا ومجاليا، تمّ تعزيز آليات الحكامة والتدبير من خلال إحداث اللّجنة الوزارية الدّائمة لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية والتي يترأسها السّيد رئيس الحكومة، وتضم في عضويتها 15 قطاعا وزاريا.
كما تمّ تعزيز هذه اللّجنة بلجان جهوية لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، تضم في عضويتها رؤساء الجهات والمنتخبين ورؤساء المصالح اللاممركزة للقطاعات الحكومية المعنية قصد تتبع إنجاز وتحيين البرامج الجهوية لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية على المستوى الترابي، وقد تمت المصادقة على برامج العمل لسنوات 2017، 2018 و2019 الذي يضم 1021 مشروعا.
كما بلغت الاعتمادات المبرمجة لإنجاز مخططات العمل برسم هذه السنوات الثلاثة حوالي 19,19 مليار درهم (منها 8,20 مليار برسم مخطط عمل سنة 2017 و7,10 مليار برسم مخطّط عمل سنة 2018 و3,89 برسم مخطط عمل سنة 2019)، موزعة بين مختلف الشركاء على الشكل التالي: المجالس الجهوية (5,89 مليار درهم) (31%)، وصندوق تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية والقطاعات الوزارية الأخرى بـ10,36 مليار درهم (54%)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ 1,50 مليار درهم (8%)، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بـ1,44 مليار درهم (7%).
وأضاف العثماني الاعتمادات المرصودة في هذا الإطار بلغت حتى أواخر أبريل 2019، حوالي 15,98 مليار درهم، (منها 7,95 مليار برسم مخطط عمل سنة 2017 و6,90 مليار درهم برسم مخطط عمل سنة 2018 و1,12 مليار درهم برسم مخطط عمل سنة 2019)، موزعة بين مختلف الشركاء على الشكل التالي: المجالس الجهوية بـ 5,49 مليار درهم (34%)، وصندوق تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية والقطاعات الوزارية الأخرى بـ7,19 مليار درهم (45%)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ 2,07 مليار درهم (13%)، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بـ1,23 مليار درهم (8%)،
في حين بلغت الالتزامات المالية حوالي 13,62 مليار درهم، موزعة على الشركاء كالتالي: المجالس الجهوية بـ 4,64 مليار درهم، وصندوق تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية والقطاعات الوزارية الأخرى بـ 6,59 مليار درهم، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ 1,60 مليار درهم، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بـ1 مليار درهم.
وأشار العثماني، إلى أنه على مستوى الإنجاز، حققت وضعية تقدم هذا البرنامج برسم سنتي 2017 و2018، حسب مجالات التدخل، النتائج التالية التي نسردها أسفله مع ذكر النسبة التي تمثلها هذه الإنجازات مقارنة مع البرنامج المسطر للفترة 2017-2023: بناء وتهيئة وإصلاح 4449 كلم من الطرق والمسالك القروية بنسبة 41 %، وكذا إحداث 24 منشأة فنية بنسبة 20 %، وتأهيل 184 وحدة صحّية بنسبة 44 %، وتجهيز حوالي 31 مركز صحّي بنسبة 94 %، وكذا اقتناء 480 سيارة إسعاف بنسبة 69 %.
هذا بالإضافة إلى بناء وإصلاح 735 مؤسسة تعليمية بنسبة 43 %، وتجهيز 28 مؤسسة تعليمية بنسبة 74 %، وكذا اقتناء 116 مركبة للنقل المدرسي بنسبة 55,5 %، وتزويد 12516 منزل بالماء الصالح للشرب بنسبة 46%، وإنجاز وإصلاح 26 كلم من شبكة التّزود بالماء الصالح للشرب بنسبة 93 %، وكهربة 216 دوار بنسبة 39 % وكهربة 66 منزلا بواسطة الألواح الشمسية بنسبة 40 %، وكذا توسيع وتقوية 87,5 كلم من خطوط الشبكة الكهربائية بنسبة 15%.
