أوسي موح لحسن
نجاح كبير حققته الدبلوماسية المغربية باستضافة إيفانكا ترامب كبيرة المستشارين بالبيت الأبيض. فالضيفة التي حلت بالمغرب الاسبوع الحالي دبلوماسية مكلفة بملفات ناعمة، لكنها تناولت ملفات حساسة مع كبار المسؤولين بالعاصمة الرباط .
الاستقبال الملكي لكبيرة مستشاري البيت الأبيض والاحتفاء الرسمي بها ترجمة لتقليد كرم الضيافة المعهود لدى الأسرة الملكية والشعب المغربي، وايضا تكريم لسيدة يمكن أن تكون سفيرة لقضايا المملكة المصيرية في بلدها، بعد ان عانقت هموم نساء المغرب العميق وحقهن في الإرث والملكية، وتفاعلت مع عفويتهن في إلقاء التحية والعناق و تفرد حفاوة استقبالهن، و لاعجابها بهن شاركتهن الرقص على إيقاع الغناء المحلي.
وكما أبدعت نساء المغرب العميق بسيدي قاسم في استقبال إفنكا ترامب بحرارة المغربيات المعتادة دون تصنع في اللباس ولا العناق والمصافحة، فان رجال الدبلوماسية المغربية الذين قاموا بالترتيب للزيارة وإقناع مستشارة الرئيس ترامب بالقدوم إلى المملكة للإشراف على البرنامج، يحسب لهم حسن الاختيار ودقة التوقيت والترتيبات، فالعلاقات المغربية الأمريكية استعادت دفئها المعهود. ذلك ما يؤكده الموقف الأمريكي من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية وترجمته المسودة التي أعدتها تمثيلية امريكا بمجلس الأمن الدولي. وهي المسودة التي ترجمت إلى قرار نال تصويت كل أعضاء مجلس الأمن رغم امتناع كل من روسيا وجنوب أفريقيا.
إنه القرار الذي شكل حدا فاصلا في طريقة تعاطي مجلس الأمن مع ملف الصحراء المغربية وبتأييد أمريكي ودول شقيقة ، وهو ما أغضب خصوم الوحدة الترابية للمملكة وأخرس لسان الجبهة الانفصالية ومؤيديها الذين سعوا دون جدوى لاستمرار ضغط الإدارة الأمريكية على المغرب بملف حقوق الإنسان والثروات. لكن إدارة الرئيس ترامب كان لها موقف آخر تجاه شريك اقتصادي متميز وبلد حليف استراتيجي في المنطقة خاصة لمواجهة الإرهاب، وربما لذلك وافقت على قرار آخر برفع ميزانية البعثة الأممية (المينورسو) دونا عن باقي البعثات الأممية.
زيارة إيفانكا ترامب الحالية تسير في نفس نهج توطيد العلاقات الأمريكية المغربية وتقويتها، ولذلك حرصت كبيرة مستشاري الرئيس الامريكي الاحتفاء بالتقاليد المغربية العريقة، واختارت ارتداء عدد من القطع والأزياء المغربية خلال زيارتها للمغرب، و كانت أغلبها عبارة عن زي الجبادور ، من ابداع أنامل مصممة مغربية. إنه دليل إعجاب سبقه اليها سيدات وطأت أقدامهن البيت الأبيض كهيلاري كلينتون وسياسيون بارزون ومشاهير الفن والأعمال الذين تستهويهم زيارة المغرب ولو في زيارات غير رسمية.
عشق نساء ورجال السياسية ومشاهير المال والأعمال والفن الأمريكيين لبلاد المغرب، ترجمته مرة أخرى إفنكا ترامب بمعانقتها هموم النساء السلاليات. وهو عشق يمكن أن يمكنه الاحتفاء بقضايا الوطن المصيرية، كما احتفى القفطان بالدبلوماسية الناعمة.