أمام القضاء الفرنسي.. داعشية اصطحبت ابنة زوجها إلى سوريا وعادت بدونها

ما تزال الحرب في سوريا تخلف قصصًا إنسانية مؤثرة داخل منطقة القتال وخارجها ، من بينها قصة أم فرنسية أقدم زوجها على خطف ابنتهما ذات الـ3 سنوات وهرب بها رفقة زوجته الثانية إلى سوريا، وعادت هذه الأخيرة بدونها وهي تحاكم حاليًا في فرنسا، لكنها لم تطمئن قلب الأم بأية معلومات مفيدة حول طفلتها.

وانطلقت محاكمة المدعوة ”جيهان مخزومي“ بمحكمة الجنايات بباريس يوم الاثنين 18 نوفمبر الجاري، وستستمر إلى غاية يوم الجمعة المقبل ، واتهمتها بالانتماء إلى تنظيم إرهابي والتخلي عن ابنة زوجها.

وفي مواجهتها الأم ”الهام تربوني“ ، التي لم تر طفلتها ”جنا“ منذ 2014،و لا تعرف شيئا عنها.

وقالت زوجة الأب في أجوبتها بالمحكمة ، إن الطفلة سلمت لسيدة ليبية متزوجة من قيادي كبير في داعش، وإنها لجأت لمحكمة محلية لاستعادتها قبل سفرها ، لكنها لم تتمكن من ذلك.

ولم تقتنع الأم بهذه الرواية ، وكان تعليقها :“لا أصدق ما قالته ،أريدها أن تخبرني أين ابنتي ،مضت 5 سنوات و 3 أشهر ولم أرها ”.

وأضافت :“لقد أخبرتنا أنها حاولت الانتحار عندما أخذوا ابنها، وماذا بالنسبة لي ، فأنا لا أعرف حتى أين ابنتي ، أو إن كانت حية أم ميتة“.

وفي حديثها عن زوجها السابق ”ايدي لورو“، تقول الأم الحزينة الهام في تصريحات نقلها موقع ”لوباريزيان“، إنه كان يعاملها جيدًا إلى أن أصبح متطرفًا، وطلب منها ارتداء الحجاب مثل زوجة أخيه فرفضت ، فصار عنيفا وساءت العلاقة بينهما ثم انفصلا وهي حامل منه.

وقالت إنه لم يهتم لوضعها الطفلة في 2011، ولم يتصل بها حتى بالهاتف وقتها، واكتفى بإرسال شيك بمبلغ 40 يورو.

لكنه بعد ذلك سعى للحصول على إذن قضائي بالزيارة في ديسمبر 2013 ، وكان يصطحب ابنته جنا عند زوجته الجديدة جيهان مخزومي.

وكانت وقتها تعود مهملة ومتسخة وتشعر بالجوع حسب رواية الأم، الأمر الذي اعتمدته للتأكيد بأن الزوجة الجديدة أرادت ”التخلص من الطفلة “ خصوصًا وقد عادت إلى فرنسا في أكتوبر 2016 مصطحبة أطفالها هي، بعد مقتل الزوج في المعارك في يوليو 2015.

وليقنع الأب المتطرف طليقته بالحصول على جواز سفر ابنتهما، قال إنه يريد أن يصطحبها في سفر إلى المغرب خلال صيف 2014 .

وكانت آخر مرة رأت فيها ابنتها ”جنا“ يوم 16 غشت 2014 ، عندما قدم والدها لاصطحابها، ولم تكن الطفلة ترغب في مرافقته حسب شهادة الأم، وتشبثت طويلاً بخالها قبل أن يقنعوها بركوب سيارة الأب.

ولم تعد الطفلة إلى أحضان أمها في التاريخ المتفق عليه، وهو 28 غشت ، فقامت بإبلاغ الشرطة، لكنها علمت بعد أيام أن طليقها وزوجته سافرا إلى سوريا ومعهما 4 أطفال صغار بينهم ابنتها،فوقع الخبر عليها كالصاعقة.

وسأل القاضي المتهمة جيهان مخزومي في جلسة يوم الاثنين، عن سبب توجهها هي وزوجها إلى سوريا ، فأجابت:“كان قرار زوجي أن نلتحق بالخليفة، كان يقول ربما سيمنحونه سيارة رباعية الدفع للذهاب للقتال“.

واعترفت أنهم كانوا يعرفون أنها بلد حرب ، لكن ”باعوا لنا الوهم ، منزل بدون إيجار ومدرسة بالمجان ،وكانت فيديوهات الدولة الإسلامية تظهر أشخاصًا يوزعون المؤونة على النساء و السكاكر على الأطفال ، وأول فيديو رأيت فيه قطع رؤوس أصابني بالتقزز وأوقفته قبل إكماله“.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة