أكد رئيس المجلس التنفيذي لليونيسيف، عمر هلال، أن الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، والالتزام الشخصي والحاسم للأميرة للا مريم “جعل من تعزيز وحماية حقوق الطفل أولوية وطنية، وذلك قبل المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل”.
وقال هلال في كلمة ألقاها أمام الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، خلال حفل اختتام الدورة الـ16 للمؤتمر الوطني لحقوق الطفل، الذي يتزامن مع تخليد الذكرى الـ30 لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، إنه جاء حاملا رسالة شكر وتقدير من المجلس التنفيذي لليونيسيف للأميرة للا مريم لالتزامها المتواصل لصالح العمل الاجتماعي والإنساني ولتفانيها الدؤوب في الدفاع عن حقوق الطفل. مما مكن من تغيير حياة ملايين الأطفال والشباب المغاربة.
وأضاف هلال: “لقد امتد اهتمامكم مؤخرا إلى القارة الإفريقية بفضل مبادرتكم من أجل مدن إفريقية بدون أطفال في وضعية الشارع”، ثم أوضح أن المرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي تتولى الأميرة رئاسته الفعلية، هو المسرع الحقيقي لتنفيذ التزامات المغرب في إطار اتفاقية حقوق الطفل.
كما أكد أن “برلمان الطفل المغربي هو نموذج لديموقراطية الأجيال وتشاركية وشاملة وإعدادية لمواطن الغد المغربي”، مشيرا إلى أن تعيين الأميرة سفيرة للنوايا الحسنة لليونسكو، تقديرا للالتزام بالنهوض بتربية الأطفال، وكذلك رسالة الفيديو للمديرة التنفيذية لليونيسيف هنريتا فور، في هذا الحفل، يكرس الإشعاع الإنساني الدولي للأميرة للا مريم. وذكر بأنه “قبل ثلاثين عاما، توحد قادة العالم حول قضية نبيلة: متمثلة في بناء عالم جدير بالأطفال، والتأكيد وحماية وتعزيز حقوقهم. هذا الاتحاد العالمي لفائدة الأطفال لايزال يحظى اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بنفس القدر والأهمية”.
وفي هذا الصدد قال هلال إن المصادقة بالإجماع على اتفاقية حقوق الطفل تمثل لحظة تاريخية للأمم المتحدة وتجعل الأطفال ليسوا فقط هدف حق بل موضوع حق، مضيفا أنها “أضحت حجر الزاوية في حماية وتعزيز حقوق كل طفل في النمو والتعلم والازدهار والإصغاء إليه وتحقيق كافة إمكاناته، دون تمييز أو استبعاد أحدهم”، وأنه “إذا كانت هذه الاتفاقية قد مكنت من تحسين وضعية الأطفال في العديد من البلدان، فإنه لا يزال هناك ملايين يعانون من الحروب، والفقر، والنزوح الداخلي، والاستغلال أو التجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة. علاوة على ذلك، فإن واحدا من بين خمسة أطفال في العالم لا يلجون المدرسة”.
وتابع قائلا: “إن هذه الذكرى الثلاثين تشكل فرصة للدول الأطراف ليس فقط لتقييم حصيلة التقدم المحرز، ولكن بشكل خاص للعمل من أجل أطفال اليوم الذين سيكونون رجال الغد. ومن هنا يجب مضاعفة الجهود من أجل الإعمال الكامل للالتزامات المتعاهد بها لفائدة الأطفال في الاتفاقية”.
كما أكد هلال، أن التنفيذ الكامل والفعال لأهداف التنمية المستدامة، سيمكن من رفع تحديات تنفيذ مقتضيات الاتفاقية، وخاصة المقتضى الأهم في أجندة 2030 والمتمثل في “عدم ترك أي شخص وراءنا خاصة الأطفال الذين هم أطفالنا”. ويضيف هلال أنه على الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني “مضاعفة جهودها لتحقيق هذا الهدف النبيل”.
وشدد: “كما أوصت الاتفاقية، فإنه من الضروري الاستماع للأطفال، وفهم تطلعاتهم، ومراعاة انشغالاتهم، من أجل تأمين مستقبل أفضل لهم ومعهم”. وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جددت التأكيد، يوم الأربعاء الماضي بنيويورك، بمناسبة الذكرى الـ30 للاتفاقية، على “عزمها الحاسم على أن يتمتع كل طفل بكل حقوقه وتحقيق أحلامه في عالم يسوده السلام والوئام والتسامح”.
وخلص إلى أن “مستقبل البشرية سيعتمد على العالم الذي نعده لأطفال اليوم، الذين سيكونون رجال الغد”.