هيئات سياسية تسعى لاستقطاب الشيخ الخطاب والمئات من أتباعه

ارتفع عدد السلفيين الذين انضموا إلى برنامج الشيخ حسن الخطاب من داخل سجون التامك، إلى أكثر من 300 معتقل سلفي، ضمنهم بعض أفراد خلية يوسف فكري، المتورطون في قضايا الدم.
وقالت مصادر مطلعة إن معتقلي السلفية، خاصة الذين اعتقلوا قبل أحداث 16 ماي الإرهابية، والذين اعتقلوا مباشرة بعدها، كثفوا اتصالاتهم بالشيخ حسن الخطاب وعبد الكريم الشاذلي، من أجل التعبير عن تبنيهم لبنود البرنامج، الذي أعد ميثاقه السياسي حسن الخطاب.
وحسب ما نقلته نفس المصادر فإنه لا يكفي أن يعبر الراغبون في الانضمام إلى التيار السلفي الإصلاحي، عبر مكالمات هاتفية، بل إن الخطاب أخبرهم أن من بين شروط الانخراط في التيار، مراسلة ثلاث جهات، ويتعلق الأمر بوزارة العدل والحريات، والمندوبية العامة للسجون، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى، قالت المصادر إن الأيام المقبلة ستحمل خلافات بين الشيخين حسن الخطاب وعبد الكريم الشاذلي، إذ سعى الأخير جاهدا إلى طي صفحة السلفية الجهادية بكل ما أوتي من قوة سياسية من خلال حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وكان صلة وصل بين هؤلاء والقصر الملكي، عبر محمود عرشان الذي نقل إلى الديوان الملكي لائحة الخطاب الأولى التي تضمنت أسماء المطالبين بالاستفادة من عفو ملكي، بعد أن أجروا مراجعات فكرية. وهو عمل كلف الشيخ مجهودات كبيرة، كان ينتظر في مقابلها لم شمل السلفيين في حزب عرشان، غير أن الخطاب ترك بابه مفتوحا لجميع الأحزاب السياسية، كما لا يستبعد، حسب مقربين منه، تأسيس حزب خاص به.
أحمد راكز من جهته، محامي السلفيين، وإن كان أدلى بتصريحات تهنئ السلفيين، بمناسبة استفادتهم من العفو، إلا أنه كان يطمح إلى أن يضمهم إلى حزب جديد يعتزم تأسيسه مع مجموعة من المحامين، وهي مبادرة لم يتم الإعلان عنها، وإن كانت اللجنة التحضيرية قد اجتمعت عدة مرات بفاس.
وكان راكز، وهو أحد مؤسسي لجنة المصالحة والمراجعات، يطمح إلى أن ينخرط السلفيون في هيئته السياسية، التي لم يكتب لها النور بعد.
وليس حزب عرشان الذي نفخ فيه الإسلاميون الروح من جديد، وحده من يسعى لضم السلفيين تحت جناحه، كما هو الحال بالنسبة للمحامي راكز، بل بنى حزب النهضة والفضيلة من خلال أمينه العام محمد الخالدي، أحلاما كبيرة على المصالحة مع السلفيين، وساهم في وضع اللبنات الأولى لمراجعاتهم الفكرية، غير أن حسن الخطاب، الذي يجر وراءه مئات السلفيين، 300 منهم مازالوا وراء أسوار السجون والآخرون في الخارج، كما أكد مقربون منه، استبعد جدا فكرة الانضمام إلى النهضة والفضيلة.
حزب العدالة والتنمية من جهته، نأى بنفسه عن هذا الصراع، تقول نفس المصادر، مؤكدة على أن أعضاءه لم يزوروا الشيخ الخطاب في بيته، بعد خروجه من السجن، كما فعل أعضاء من جماعة العدل والإحسان، وآخرون من جمعيات السلفيين، بمن فيهم السلفية التقليدية، النهضة والفضيلة وغيرها من مكونان الحركة الإسلامية في المغرب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة