على عكس الشائع، تنادي دراسةٌ حديثةٌ باستخدام الدهون الصحية، كالزبدة وزيت جوز الهند لأنها تجنب الجسم التعرض للأمراض الخطيرة والمزمنة بما فيها مرض السرطان.
وأجمع الأطباء على أن الدهون المشبعة المحتوية على نسبة كبيرة من الكوليسترول السيئ، ترتبط بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، بالرغم من كونها حيوية لعملية التمثيل الغذائي.
لكنَّ الدكتور جوزيف ميركولا له رأي آخر، يوضحه في بحثه الجديد بعنوان ”لماذا الزيوت النباتية مسرطنة“؟.
ويطالب من خلال البحث أن تحل الدهون المشبعة محل الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت فول الصويا وزيت الكانولا؛ لأن الأخيرة تزيد من الإصابة بالأمراض الخطيرة ومنها السرطان، وفقًا لصحيفة ميديكال ديلي الطبية.
ونُشر البحث على الموقع الإلكتروني الخاص بميركولا، وهو طبيب التقويم والعظام الذي أكد أن الزيوت النباتية تعد مصدرًا أساسيًّا لحمض اللينوليك أوميغا 6، وبدوره يؤدي إلى خلل كبير في التوازن بين نسبة أحماض الأوميغا 6 والأوميغا 3 في الجسم، وهذا سببٌ كافٍ يؤكد أن الزيوت النباتية تعزز السرطان.
وفي عملية الأيض يحول الجسم الأوميغا 3 والأوميغا 6 ، وهي أحماض دهنية غير مشبعة، إلى ايكوسانويدات، وهي مواد شبيهة بالهرمونات، وكقاعدة طبية بسيطة تعد الأوميغا 3 مضادة للالتهابات، بينما الأوميغا 6 تعزز الالتهابات وتزيد من حدوثها، وبالتالي تتأثر خصائص الأوميغا 3 وتحد من قدرتها على منع الالتهابات.
يقول ميركولا ”على مدى عقود استهلك البشر الأوميغا 3 و6 بنسب متقاربة، لكنهم اليوم يستهلكون الأوميغا 6 بنسبة 25% أعلى من الأوميغا 3 في نظامهم الغذائي؛ ما أدى إلى خلل كبير في الجسم، نتج عنه الإصابة بأمراض عديدة كأمراض القلب والأمراض المعوية والالتهابات والسرطان، وبخاصة سرطان الثدي والبروستاتا والقولون والرئة والأورام العصبية“.
ويوصي الدكتور ميركولا باستبدال الزيوت الخطرة المشار إليها سابقًا بالدهون الصحية؛ لتعزيز الصحة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتدخل جميعها في تجهيز الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.
وأشار إلى أن الزيوت النباتية المصنعة، تحتوي على كميات كبيرة من أحماض الأوميغا 6 الدهنية غير المشبعة (PUFAs) ، وتعد أخطر من شراب الذرة عالي الفركتوز على صحة الإنسان.
وتدعم أخصائية التغذية، ماريا كروس، الحاصلة على درجة الماجستير في العلوم، هذه النظرية، وتؤكد أن الزيوت النباتية مسرطنة، موضحًة أن البيانات التجريبية السابقة، تدعم اختلال التوازن بين الأوميغا 6 والأوميغا 3 الذي يؤدي لتطور الورم.
واستشهد الدكتور ميركولا ببحث نشر عام 2016 تحت عنوان دور الحميات الغنية بأوميغا 3 وأوميغا 6 في تطور السرطان، بجانب العديد من الدراسات التي خلصت إلى أن أوميغا 6 يحفز تطور أنواع معينة من السرطان، في حين أوميغا 3 يعالج أنواعًا محددة من السرطان.