تشارك 11 دار نشر مغربية، من بين 335 ناشرا من 31 دولة، في الدورة الثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي فتح، الخميس، أبوابه أمام صناع وعشاق الكتاب في رحلة تبادل معرفي وإشعاع ثقافي تتواصل الى غاية 18 يناير الجاري.
ويحضر الكتاب المغربي، في دورة هذه السنة، التي تنتظم تحت شعار “أفلا تتفكرون”، بعناوين متنوعة تفوق ألفي عنوان تجمع ما بين الكتاب الأكاديمي المرتبط بثمرات البحث الجامعي، وبين التخييل في مجالات الإبداع الأدبي من رواية وشعر ومسرح وغيرها، فضلا عن ألوان من فنون الكتابة حول المعمار والتراث الفني والزخرفة والمتاحف والمعالم التاريخية والسياحية وفنون الخط والديكور، إلى جانب الكتاب والأدوات التربوية التعليمية الموجهة للطفل.
وتبرز ضمن هذه العناوين هيمنة واضحة للكتب ذات الحمولة الأكاديمية بتخصصات حضرت في مقدمتها دراسات النقد الأدبي والتاريخ والفقه المالكي والأدب والتراث المغاربي.
وتعرف مشاركة صانعي الكتاب المغربي، في هذه الدورة حضورا عدديا ونوعيا فاق سابقاتها، بتمثيلية شملت أكثر جهات المملكة انخراطا في سوق صناعة الكتاب؛ من طنجة (دار سليكي اخوان) و(الفاصلة)، ومن تطوان (دار باب الحكمة)، ومن الدار البيضاء (قطر الندى للنشر والإعلام) و(مركز نجيبويه)، ومن الرباط (دار الأمان) و(دار أبي رقراق) و(منشورات مرسم) و(المركز الثقافي للكتاب)، الى جانب داري “الحلبي” و”سارة” المتخصصتين في الكتب والأدوات التعليمية الخاصة بالأطفال.
ويؤكد ممثل (دار الأمان)، عبد الغني نسيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه على الرغم من الوطأة الثقيلة والممتدة في الزمن لما يمكن أن يوصف ب”أزمة القراءة”، نتيجة قلة الإقبال على الكتاب الورقي إلا في حدوده الأكاديمية أو التخييلية من خلال جنس الرواية، وسط المنافسة الشرسة للمحتويات الإلكترونية، فإن هذه المعارض ذات الطابع الدولي تمنح فرصة للترويج لصناعة الكتاب الورقي في تعددية تخصصاته.
ويجزم هذا الفاعل النشيط في مجال صناعة الكتاب، والذي دأبت مؤسسته على المشاركة بشكل منتظم في معرض الدوحة الدولي ومعارض مماثلة في مجمل المنطقة العربية، أنه لولا أن وزارة الثقافة والشباب والرياضة، الوصية على القطاع على المستوى الوطني، تدعم نصف الأعباء المالية الخاصة بشحن الكتب والسفر والإقامة بالنسبة لكل دار نشر، لما كان بمقدور الكثيرين منها الانخراط في هذه التجارب، التي هي بالأساس تبادلية على المستوى الثقافي، قبل أن تكون تسويقية، وإن كان الهم التسويقي حاضرا، لأن مردوديته شريان استمرارية دور النشر في أداء رسالتها الثقافية والمعرفية.
وعبر عن تفاؤله في أن تكون النسخة الحالية مجزية كما كانت سابقتها من حيث الإقبال على المنتوج المغربي، خاصة من قبل الأكاديميين والباحثين من مختلف مراكز البحث المتواجدة في الدوحة.
وينتظم معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي تقيمه وزارة الثقافة والرياضة، على مساحة 29 ألف متر مربع، من خلال 797 جناحا، منها 559 جناحا للكتب العربية، ممثلة بـ 228 دار نشر، و91 جناحا مخصصا ل35 دار نشر أجنبية، وبحضور 72 دار نشر للأطفال.
وتشتمل نسخة هذه السنة، التي تحل فيها فرنسا ضيف شرف، كجزء من فعاليات الاحتفاء بالعام الثقافي قطر-فرنسا 2020، على برنامج ثقافي حافل، يتضمن جلسات قراءة وتوقيع لعدد من الكتب، ولقاءات نقاش لجملة من القضايا، فضلا عن محاضرات وندوات، وتسعة عروض مسرحية وستة أمسيات فنية وأدبية، ونحو 40 ورشة تدريبية في حقول التربية والتنمية الذاتية وتطوير مهارات الكتابة واللغة.
وكانت الدورة ال29 لمعرض الدوحة، التي انتظمت ما بين 30 نونبر و10 دجنبر 2018 تحت شعار “دوحة المعرفة والوجدان”، قد عرفت مشاركة 427 دار نشر من نحو 30 دولة، وعرض ما يفوق 119 الفا و253 عنوانا، من خلال 791 جناحا.