يوسف شيتاتي .. صانع تقليدي متعدد المواهب شغوف بالفن البيئي

يوسف شيتاتي صانع تقليدي اجتمعت فيه موهبة النقش والحدادة ليبدع في ورشته تحفا مستوحاة من الفولكلور المغربي، شغوف بالفن البيئي لتبدع أنامله أعمالا فنية دقيقة في صنعتها بديعة في منظرها.

يبدو يوسف تارة صانع تحف فنية حديثة، وتارة أخرى صانعا تقليديا أو مصمم ديكور داخلي. يوظف هذا الخمسيني المنحدر من مدينة وجدة، والذي يأبى أن يتخندق في مهنة واحدة، خياله الواسع والخصب للإبداع في المجال الأثير إلى نفسه، ألا وهو الفن البيئي، وهو جنس فني يهدف إلى صون أشكال الحياة وموارد الأرض وبيئتها.

حجز يوسف، رئيس تعاونية “صناعة الحلي”، الذي يشارك في الدورة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 يناير الجاري بالمدينة الحمراء، جناحا مخصصا لقطاع “التصميم الداخلي والديكور” ليقدم لعشاق الديكور تحفا تنضح سحرا وألقا.

يرى شيتاتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية يشكل مهرجانا يضم الصناع التقليديين في إطار تلاقح ثقافي من خلال تبادل الممارسات والخبرات بين مختلف جهات المملكة.

ويشارك شيتاتي، الذي يتولى التكوين في مجال الفنون في عدد من المؤسسات التعليمية والجمعوية، بنشاط، من خلال أنشطة تطوعية أو من خلال مشاركته في برامج إذاعية، في تحسين وضع المناطق الهشة والمهمشة من خلال تقديم أفكار مشروع فني مربح بتكلفة منخفضة مع مراعاة خصوصية كل منطقة.

وعن توقعاته لمستقبل مهنة الديكور بالصناعة التقليدية بالمغرب، يشدد السيد شيتاتي على أن الانخراط في نشاط الديكور بالصناعة التقليدية، يجب أن يكون الصانع التقليدي متشبعا بشغف فني فريد ثم يوظف ما لديه من مهارات وخبرة.

وأبرز الخمسيني الوجدي، الذي يدافع باستماتة عن الفن البيئي، وهو المتخصص في هذا الفن والعارف به، أهمية خصائص هذا الفن المتفردة، باعتباره مجالا واسعا للصناع التقليديين الساعين إلى إبداع وابتكار تحف فنية من النفايات العضوية أو من المساحات الخضراء لاستغلال ما يخلفه الإنسان أو تطرحه الطبيعة.

ويكشف شيتاتي باعتزاز أن إبداعاته من الفن الإيكولوجي معروضة في مطار وجدة-أنكاد، وكذلك في معارض بالخارج، لا سيما بمقر هيئة السلام بكاليفورنيا في الولايات المتحدة.

ويقول يوسف إن الزمان والمكان عاملان رئيسيان لتسويق هذه المنتجات بفعالية، مستشهدا بالمعارض التي تبيع منتجات الصناعة التقليدية، والتي تقام بالقرب من الشاطئ صيفا وتبيع منتجات مربحة، وخاصة الهدايا التذكارية والتحف الصغيرة التي يتيسر حملها ونقلها أكثر من الأشياء الضخمة.

ويسافر هذا الفنان البيئي، مثلما يسافر بخياله في إبداعاته الفنية، عبر ربوع المغرب وإلى الخارج لتقديم ما تبدعه أنامله من أعمال فنية.

ولا يفتأ شيتاتي، متعدد المواهب الشغوف بالفن الإيكولوجي، يدافع بفخر عن أصالة التراث المغربي، مشيرا إلى “الباب” (القلاع) باعتباره صرحا ثقافيا منتصبا في مختلف مدن المملكة التي تتميز بحضارات تاريخية، ما يتيح إضفاء مزيد من الألق الفني.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة