تبصم المنتوجات المجالية الموجهة للتجميل أو التغذية، على حضور قوي، أكثر من أي وقت مضى، في قطاع الصناعة التقليدية المغربية، مما جعلها تحظى بإشعاع على مستوى السوق الدولية.
وتكفي جولة بين مختلف الأروقة المخصصة لهذا القطاع والمهيئة بمناسبة الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 يناير الجاري بمراكش، للاطلاع على سلسلة كاملة من المنتوجات العلاجية أو الغذائية الطبيعية، مصنوعة من دون مواد حافظة وتتسم بجودة عالية.
الحناء، الغاسول، الصابون الأسود، الزيوت الأساسية وغيرها، كلها منتوجات طبيعية صنعت بعناية فائقة لضمان فوائدها الصحية، كما أن زيت الأركان يمثل، من جانبه، ثورة طبيعية استعملت منذ القدم من طرف النساء بفضل مزاياه التجميلية الاستثنائية المعروف بها على الصعيد العالمي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار المكلف بالبيع في التعاونية الغابوية “الأخوات”، رشيد الموذن، أن تعاونيته تعمل على صعيد إقليم اشتوكة آيت باها، من خلال إنتاج زيت الأركان وفاكهة الهندية وغيرها.
وأضاف أن الغاية من إحداث هذه التعاونية وبيع منتوجاتها يتمثل في المشاركة الفاعلة في تنمية المرأة القروية، مسجلا أن 40 عضوا نسويا بالتعاونية تستفدن من ورشات تكوينية وبرامج لمحو الأمية.
من جهتها، قالت منار زهران، رئيسة تعاونية “منار فلور”، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض يظهر غنى التراث الثقافي والفني الذي يشرف المغرب، كما يمكن من اقتسام فعال للمعارف بين مختلف الحرفيين المشاركين.
وبعد أن نوهت بالجهود المبذولة في تنمية هذا القطاع، أكدت المنحدرة من مدينة الدار البيضاء والحائزة على دبلوم في العلوم الاقتصادية، أنها لم تخطئ الطريق عندما اختارت هذا المجال وجعلت منه مهنتها المستقبلية.
من جانبها، اعتبرت حنان مسلاغ، العضو بتعاونية “الإخوة” للمنتوجات البيولوجية، أن هذه الأخيرة تشهد طلبا متزايدا من طرف زبناء واعين بمزايا هذه المنتوجات الصحية.
وأشارت إلى أن الغاسول الطيني معروف بالمغرب ومتواجد بشكل خاص في مناجم ميسور، مضيفة أن التسويق الفعال لهذا النوع من المنتوجات لا يتحقق إلا من خلال تناقل مزاياه من زبون إلى آخر.
وتسعى الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إلى إرساء علامة تجارية للصناعة التقليدية المغربية وجعل هذه التظاهرة فضاء رئيسيا لالتقاء الصناع التقليديين الذين يرغبون في تثمين إبداعاتهم والاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجال وإيجاد منافذ جديدة وتسويق المنتجات مع الحفاظ على مداخيل الصناع والرفع منها.
وأضحى هذا الموعد، المنظم بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، يجمع كافة جهات المغرب للاحتفاء بالحرفيين الموهوبين الذين يستوحون أشكال وألوان أعمالهم من أعماق التقاليد والعادات التي تتميز بها كل جهة من جهات المملكة.
وتعد الصناعة التقليدية من بين القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأهمية البالغة للاقتصاد الوطني، والتي تمكن من خلق قيمة مضافة وفرص عمل تشمل مليونا و130 ألف مشتغل بالقطاع، برقم معاملات يتجاوز 73 مليار درهم سنويا.
وتتميز دورة هذه السنة بتبني مفهوم جديد يقوم على توزيع موضوعاتي جديد لعشر حرف تقليدية، ودعوة ألف و200 عارض من صناع تقليديين وتعاونيات ومقاولات تنتمي إلى الجهات ال12 للمملكة، إلى فضاء عرض تبلغ مساحته 50 ألف متر مربع.
ويتضمن برنامج دورة هذه السنة ورشات تكوينية مخصصة للصناع التقليديين حول التسويق وتقنيات البيع وإجراءات الجمارك المتعلقة بالتصدير والتربية المالية بشراكة مع بنك المغرب.
وتعرف الدورة إقامة جناح مخصص للحفاظ على الحرف المهددة بالانقراض وتمديد مدة العرض من أسبوع إلى أسبوعين ومشاركة عدد من البلدان الصديقة كضيوف شرف، وهي تونس وموريتانيا والشيلي وإندونيسيا والهند.