عضو من البام يهاجم وهبي: حين يغلب الطبع التطبع بعظمة لسان “الخفيف” المستهتر بمعنى المسؤولية

أنس العمراني (مناضل بامي) 

خرج عبد اللطيف وهبي، الذي سبق لحكيم بنشماش، الأمين العام الحالي، أن وصفه في رسالة الاكوادور الشهيرة ب”السفسطائي الحربائي”، في ندوة صحفية لم تخل من قفشات بنكيرانية ممسوخة، بتصريحات ومواقف “نسف” فيها كل رصيد المواقف التي تبنتها ودافعت عنها معظم قيادات الحزب ومناضليه بشأن ما سمي إعلاميا ب” التحكم”، وهي الأطروحة التي روج لها بنكيران وأتباعه وبنا عليها جزءا كبيرا من “مجده” السياسوي.
بالحرف الواحد، قال وهبي ، المعروف وسط أبناء حزبه بالقيادي الذي “ناضل ” باستماتة للدوس على مؤسسات الحزب والتمرد على أعرافه وضوابطه وقوانينه : ” حزب الأصالة والمعاصرة سيعود من بعيد ، من حزب محسوب على الدولة، حزب يخضع للتعليمات الى حزب يسعى إلى مرحلة يجتمع فيها الاستمرارية والقطيعة: الاستمرارية كفكرة نبيلة حداثية ديمقراطية تسعى الى دفع المغرب الى هذا القرن، وفي المقابل الآخر، هناك قطيعة مع الكثير من السلوكيات داخل هذا الحزب: الاستقواء بالسلطة، والاستقواء بالقرارات،  الاستقواء بالتعليمات، الاستقواء بأشخاص ….”
ووسط ذهول الكثير ممن حضروا وقائع تلك الندوة الصحفية واندهاشهم من هذه الجرأة، التي لا تعدوا في واقع الأمر أن تكون ” ضسارة” ووقاحة، تحدث المرشح للأمانة العامة لثاني قوة سياسية في البلد عما سماه ب”خطيئة النشأة”، معيدا انتاج واستعمال نفس القاموس البنكيراني. غير أن الفرجة/ الشوهة اكتملت حين أجاب وهبي عن سؤال لصحفي عن “خطته لإخراج البام من جبة المخزن” كذا !!. وقد كان من اللافت أن وهبي لم يعترض على صيغة السؤال ولم يتحفظ على مفرداته بل ولم يدقق أو يصوب في دلالاته ومعانيه وخلفياته، بل اكتفى بالقول، بعد شيء من “الدخول والخروج “في الكلام، بالقول: الخطة هي قطع الخيوط مع المخزن، هي التشبث بالاستقلالية. وفي مقارنة ماكرة، تستدعي مرة أخرى قاموس بنكيران، مضى المرشح للأمانة العامة يشرح خطورة ” حزب المخزن ” بالحديث عن تجربة تونس ( في إشارة الى حزب بنعلي) وعن تجربة سوريا ( في إشارة الى تجربة حزب البعث لبشار الأسد ).
لم يقف وهبي عند هذا الحد- وفي الحقيقة ما كان يفترض أن يقف عند هذا الحد لأن هذا حال كل “خفيف” مستهتر، بل وفي جواب عن سؤال آخر يتعلق ب” الخط الأحمر” والتحالف مع حزب العدالة والتنمية والإسلام السياسي ، أجاب ، مثل أي سفسطائي يطلق الكلام على عواهنه قائلا: ” …ليس لدي مشكل مع الإسلام السياسي …أليست امارة المؤمنين اسلام سياسي … أليست وزارة الأوقاف اسلام سياسي …” وبعد كلام كله “خالوطة جالوطة” عن أدونيس والفارابي وابن سينا وابن رشد ، ختم قائلا : ” هو – يقصد الإسلام السياسي- فزاعة يريدون التخويف به … هو حق يراد به باطل”
واذا كان من المؤكد، بعد هذه التصريحات، أن بنكيران حين سيشاهد الفيديو الموثق لخرجات وهبي غير المحسوبة والخطيرة سيطلق قهقهته الشهيرة قائلا: وشهد شاهد من أهلها ،، فهمتيني ولا لا، فان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو : هل سيقبل مناضلو ومناضلات الحزب مثل هذه التصريحات والمواقف الطائشة؟ هل يرضون بأن تؤول قيادة هذا الحزب الكبير لقامات صغيرة من هذا الصنف؟

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة