الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تستعيد ذكرى الراحل عبد الرحمان عاشور

في إطار مشروع “إحياء الذاكرة”، وسياسة الاعتراف والتقدير التي تتبناها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، خصص الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم الجمعة 14 فبراير 2020، لقاء لتكريم الراحل عبد الرحمان عاشور، المدير الأسبق للإذاعة للوطنية (1986-2003)، والاحتفاء بذكراه، بحضور أسرته وعدد من الإعلاميين والمثقفين.

واسترجع المشاركون في هذا اللقاء التكريمي، المناقب الإنسانية والمهنية للراحل، إذ كان أحد أعمدة قطاع الاتصال السمعي البصري بالمغرب، وأقام علاقات متميزة مع مختلف الفاعلين في قطاع الصحافة، فتمكن بفضل حس المسؤولية العالية التي اتسمت بها شخصيته، واستيعابه لخصوصيات القطاع الإعلامي، من النجاح في جعل الإذاعة الوطنية خدمة عمومية ذات إشعاع بين المستمعين في سياق خاص من تاريخ المغرب.

وفي هذا الصدد، استرجع السيد عبد الرحمان برادة، الرئيس المدير العام السابق لشركة “سابريس”، ذكرى الراحل عاشور، أديبا ومؤرخا، إذ لم يكن فقط موظفا ساميا وصحافيا ورجل إدارة، وهو ما يعكسه كتابه “رجل سلطة في الإذاعة”، الذي يعد وثيقة تاريخية مهمة، لما تتميز به من دقة الشهادات والمعلومات حول قطاع الإعلام في فترة مهمة من تاريخ البلاد.

من جانبه أكد السيد نور الدين مفتاح، مدير نشر أسبوعية “الأيام”، أن الراحل عاشور، كان دبلوماسيا ناجحا في مهامه كعامل مكلف بالتواصل في وزارة الداخلية، كما كان رجلا متواضعا لبقا، دون أن يفرط في جرأته، وهذا ما يتأكد من خلال إصداره كتابا بعنوان “رجل سلطة في الإذاعة” كشهادة للتاريخ، بما فيها من تفاصيل دقيقة وقوية.

اللقاء التكريمي، الذي نسقت أشغاله السيدة صباح بنداود، الصحافية بالإذاعة الوطنية، أدلت فيه فعاليات إعلامية عايشت الراحل مديرا للإذاعة الوطنية، كرشيد الصباحي، وفريدة الرحماني، وامحمد البوكيلي، بشهادات أكدت فيها أن رؤية الراحل في التدبير تميزت أساسا باعتباره الإعلام رديفا للحرية، فظل يتعامل مع صحافيي الإذاعة الوطنية من ذلك المنطلق، كما كان من مزاياه حسن الإنصات وإتقان الإصغاء، ما مكن العاملين تحت إمرته من تقديم أعمال إذاعية متميزة وفي إطار مؤسساتي ذي خصوصية.

هذا اللقاء التكريمي الذي أحيا ذكرى الراحل عبد الرحمان عاشور تميز بحضور نوعي لعدد من الفعاليات الإعلامية والأكاديمية والنقابية النشيطة في مجال الصحافة والإعلام، وأجمعت في شهاداتها على أن الراحل دبر بمهنية عالية قطاعا حساسا في زمن صعب، فنحت اسمه في الذاكرة الإعلامية الوطنية مديرا وصحافيا وأديبا يحظى بتقدير متواصل.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمناسبة المعرض الدولي للنشر والكتاب، تكون من فضاءين، الأول مهني مجهز لتيسير فرق العمل الإذاعي والتلفزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي تؤمن المواكبة الإعلامية لأنشطة المعرض، بينما احتضن الثاني ندوات للنقاش المفتوح حول حاضر وآفاق الخدمة الإعلامية العمومية بالمغرب، سيما في ارتباطها بحقل الثقافة والنشر والكتاب.

 

 

 

 

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة