مثقفون مغاربة يشكون حكرة وزير الثقافة

خلفت تجربة مجموعة من الكاتبات والكتاب المغاربة في المعرض الدولي للكتاب ببروكسيل في دورته الخمسين، امتعاضا شديدا وحرقة مريرة كشفت ملامحها بعض المقالات الصحفية التي عرت تعامل وزارة الثقافة والشباب والرياضة مع نخبة من المثقفين خلال مناسبة هامة احتفت بالمغرب وإبداعه الأدبي، وذلك من خلال مشاركة مميزة تحت شعار “المغرب يتجلى”.

وكتب، سناء العاجي، الصحافية والباحثة في علم الاجتماع، على موقع مرايانا تحت عنوان “معرض… لإهانة الكتاب!”: فوجئ عدد من الكتاب بعدم وجود كتبهم نهائيا في المعرض… بينما المفترض أننا، بالأساس، كنا في معرض للكتاب (…) ثم يسألك الزوار عن كتبك لتكتشف أنها غير موجودة أساسا أو مخبأة، بشكل ما ولأسباب لا يعرفها إلا أصحابها، في كراتين تحت الطاولات أو في مخزن الرواق، بحيث لا يصادفها زوار الرواق. ثم هناك المحظوظون، ممن وصلت كتبهم وتم عرضها فعليا… لكن بأعداد قليلة لا يتجاوز بعضها الخمس نسخ! فهل يسافر الكاتب ليشارك في معرض كتاب… بدون الكتاب؟ أي منطق يحرك المنظمين والقطاع الوصي والناشرين؟ هل الأساسي أن نكون ضيف الشرف، وأن نبني البيت\الرواق ونؤثثه بشكل جميل وندفع تذاكر الطائرات والفنادق… وأن ننسى الكتاب في النهاية؟”.

وتضيف العاجي: “لقد تعاملت الجهة الوصية مع عدد من الكتاب المشاركين بمبدأ “دايرين فيكم خير”؛ “اعتبروا أنفسكم محظوظين لأنكم سافرتم وشاركتم في معرض الكتاب ببلجيكا…”. غياب وتعالٍ وسوء تنظيم يخسر فيه الكتاب في النهاية، ويعود الكاتب لبلده ببعض إحساس بـ “الحكرة” والمهانة”.

وفي السياق ذاته، كتبت بهاء الطرابلسي، الصحفية والروائية المغربية، لتحكي مرارة تجربتها ” في الجلسة الافتتاحية، اضطررنا، ولم أكن وحدي في ذلك، بعد أن منعني المنظمون من الدخول لأني بدون دعوة أو شارة ، إلى الاتصال بأصدقائنا البلجيكيين لإدخالنا… كانت الهواتف لا تستجيب لمكالماتنا عندما اتصلنا بالمسؤولين المعينين”.

وكانت فعاليات الدورة الخمسين للمعرض الدولي للكتاب ببروكسيل، افتتحت يوم الأربعاء الماضي بالعاصمة البلجيكية، خلال حفل يحتفي بالتنوع الثقافي للمغرب، ضيف شرف هذه الدورة.

ويستقطب معرض الكتاب ببروكسيل، الذي فرض نفسه خلال خمسين سنة كحدث أدبي مرجعي في أوروبا، والذي يستقطب نحو 72 ألف زائرا كل سنة، وأزيد من 250 عارضا و500 دار نشر. فإذا كان يبدو كفضاء للتعبير الفرونكفوني، فإنه أضحى يكتسب بعدا دوليا، وذلك من خلال تحوله أكثر فأكثر صوب مؤلفين من العالم بأسره.

 

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة