بدأت تنكشف خيوط العمليات الإرهابية التي ضربت عدة مواقع في العاصمة باريس مساء الجمعة، بعد أن بدأ التعرف على هويات اثنين من منفذيها، واحد فرنسي والثاني يعتقد أنه لاجئ سوري دخل الأراضي الفرنسية عبر تركيا واليونان ثم صربيا، وهو ما من شأنه أن يولد التخوفات من ردود فعل مناوئة ضد الفرنسيين من ديانة إسلامية واللاجئين.
وأظهرت بصمات أحد الأصابع المتلاشية من جثمان انتحاري مسرح “باطاكلان”، أنه مواطن فرنسي يدعى عمر إسماعيل مصطفاوي، وهو من أصول جزائرية يقارب عمره 30 ربيعا، وهو متزوج وأب لطفلة.
ووفق ما كشفته وسائل الإعلام الفرنسية فإن مصطفاي كانت له سوابق قضائية تتعلق بالمخدرات وبعض الجنح، لكنه لم يسبق له أن دخل السجن.
ووفق المصادر ذاتها فإن عمر إسماعيل سجل في خانة الأشخاص المشبوهين، الذين أظهروا تطرفا دينيا في سنة 2010، وأنه عاد من الجزائر مؤخرا بعد زيارة رفقة أسرته.
وجرى التركيز على عمر إسماعيل الذي كان أحد مهاجمي المسرح الباريسي والذين بادروا إلى إطلاق النار على الحاضرين، قبل أن يعمد إلى تفجير نفسه عبر حزام ناسف، لأنه فرنسي الممولد والمنشأ، كما يتميز ببشرته الشقراء وعينيه الزرقاوتين.
وتعتقد السلطات أن هجمات باريس نفذها ثمانية أشخاص، ستة أشخاص لقا حتفهم بين العمليات الانتحارية أو من خلال قتلهم في مواجهات مع رجال الأمن، ويعتقد أن هناك ناجيا وحيدا فارا، بعدما عصرت الشرطة على سبعة جثث للمهاجمين.
ومن جهة ثانية، قالت السلطات الصربية إن حامل جواز السفر السوري، الذي عثر عليه قرب جثة أحد المسلحين الذين نفذوا هجمات مساء الجمعة في باريس كان مسجلا كلاجئ في عدة دول أوروبية الشهر الماضي.
وقال مسؤولون يونانيون يوم السبت إن الرجل الذي لم تذكر السلطات الصربية سوى الأحرف الأولى من اسمه دخل أوروبا عبر جزيرة ليروس اليونانية حيث جرى تسجيله في الثالث من أكتوبر. وكان بين سبعين لاجئا وصلوا على متن قارب صغير من تركيا.
وقالت السلطات الصربية يوم الأحد إن بيانات الرجل نفسه سجلت في معبر حدودي من مقدونيا لصربيا بعد ذلك بأيام قليلة.
والمعلومات مهمة لأنه إذا اتضح أن واحدا أو أكثر من مهاجمي باريس دخلوا أوروبا بين اللاجئين والمهاجرين الهاربين من البلدان التي مزقتها الحروب فإن هذا قد يغير الجدل السياسي بشأن قبول اللاجئين.
وقالت وزارة الداخلية الصربية في بيان “أحد الإرهابيين المشتبه بهم وهو شخص مطلوب لدى وكالات الأمن الفرنسية سجل نفسه عند معبر بريسيفو الحدودي يوم السابع من أكتوبر هذا العام حيث قدم رسميا طلب لجوء”.
وتابع البيان “التحريات أكدت أن التفاصيل الخاصة به مطابقة لشخص تم التعرف عليه يوم الثالث من أكتوبر في اليونان. لم تصدر الشرطة الدولية (الانتربول) أمر اعتقال بحق هذا الشخص”.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الداخلية الكرواتية أن الرجل سجل في مخيم أوباتوفاك للاجئين في كرواتيا يوم الثامن من أكتوبر ومن هناك عبر إلى المجر ثم إلى النمسا.