العالم يحارب كورونا وكوريا الشمالية تختبر الصواريخ

اختبرت كوريا الشمالية المسلحة نوويا “قاذفات صواريخ متعددة كبيرة للغاية”، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الاثنين، لكن دون أن تتطرق إلى إشراف زعيمها كيم جونغ أون على العملية بينما أشار المحللون إلى أن بيونغ يانغ تسعى لتطبيع هذا النوع من التجارب.

وبينما تتركّز أنظار العالم على كوفيد-19 وسط إصرار كوريا الشمالية على أنها لم تسجل أي إصابة بالوباء، أجرت الدولة الانعزالية أربعة اختبارات مشابهة هذا الشهر.

وعلى غير العادة، لم تذكر وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في تقريرها أن كيم أشرف على الاختبار الذي جرى الأحد.

ويظهر الزعيم الكوري الشمالي دائما تقريبا وهو يشرف على عمليات إطلاق الصواريخ، لكن هذه المرة ذكرت وكالة الأنباء أن العملية تمت تحت إشراف نائب رئيس حزب العمال الحاكم ري بيونغ شول بينما أجرتها “أكاديمية علم الدفاع الوطني”.

من جهتها، ذكرت كوريا الجنوبية أن مقذوفتين — يعتقد أنهما صاروخان بالستيان — أطلقتا الأحد من مدينة وونسان الساحلية في كوريا الشمالية باتّجاه بحر اليابان.

وأظهرت صور نقلتها صحيفة “رودونغ سينمون” الكورية الشمالية الرسمية صواريخ تنطلق من قاذفة تحمل ستة أنابيب إطلاق، لتضرب ما بدت أنها جزيرة مستهدفة. ولم يظهر كيم في الصور.

وقال المحلل لدى “معهد آسان لدراسة السياسات” غو ميونغ-هيون إنه “من خلال غياب كيم، تحاول كوريا الشمالية التخفيف من أهمية العملية والتشديد على أن اختبار الصواريخ ليس إلا جزءا من تدريبات عادية”.

وكانت آخر مرّة يتغيّب كيم عن مناسبة كهذه في أكتوبر عندما اختبرت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا جديدا أطلق من غواصة. وتم الاختبار حينها قبل أيام من اجتماع كان مرتقبا بين مسؤولين من بيونغ يانغ وواشنطن في ستوكهولم لإعادة إحياء الدبلوماسية المتجمّدة.

لكن بعض المحللين يعتقدون أنه كان في الواقع حاضرا إذ ظهرت بعض الأغراض التي عادة يستخدمها.

– تحذيرات بشأن الفيروس –

وتتزامن سلسلة الاختبارات مع الجمود الذي طرأ منذ مدة طويلة على محادثات نزع الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة ورغم الانفتاح الذي أبدته واشنطن عبر عرض مساعدتها على بيونغ يانغ لاحتواء وباء كوفيد-19.

وأغلقت كوريا الشمالية حدودها في محاولة لحماية نفسها من فيروس كورونا المستجد وهي حاليا واحدة من عدة دول لم تعلن بعد تسجيل أي إصابات بالفيروس الذي أودى بأكثر من 35 ألف شخص حول العالم.

لكن يرجّح أن الفيروس وصل إلى الدولة التي تتبع سياسة التعتيم، بينما حذّر خبراء في مجال الصحة من تداعياته الكارثية عليها نظرا لضعف بنيتها التحتية الطبية وتفشي سوء التغذية فيها.

وبعد يوم على عملية إطلاق صواريخ أخرى جرت في وقت سابق من الشهر، أفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية أن كيم تلقى رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشمل خطة مفصّلة لتطوير العلاقات، وهو أمر أكده لاحقا مسؤول في البيت الأبيض.

ونقل التقرير عن شقيقة كيم النافذة كيم يو جونغ تحذيرها من أن العلاقة الشخصية التي تبدو جيدة بين الزعيمين قد لا تكون كافية لإقامة علاقات أوسع.

وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن ترامب “أعرب عن رغبته بالتعاون في مكافحة الوباء”.

ويشير محللون إلى أن كوريا الشمالية تواصل تطوير قدراتها في مجال الأسلحة بعد أكثر من عام على انهيار القمة بين كيم وترامب في هانوي.

ووصلت المفاوضات مذاك إلى طريق مسدود إثر الخلاف بشأن تخفيف العقوبات والتنازلات التي ستكون كوريا الشمالية على استعداد لتقديمها في المقابل.

وفرضت الأمم والمتحدة والولايات المتحدة وأطراف أخرى عقوبات على كوريا الشمالية على خلفية برامجها المرتبطة بتطوير أسلحة محظورة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة