يبدو أن الشهرة لعبت برأس المغني الشاب حاتم عمور وأنسته اخلاقيات العمل، وقواعد الالتزام، وبدأ يخال نفسه نوعا من “روبن هود” اللص الانجليزي الشهير الذي كان يسرق الآخرين ليمنح غنيمته لليتامى والمحتاجين، وهو ما وقع لحاتم عمور اللص الظريف الذي سرق أغنية هاينة وتبرع بمدخولها لجمعية خيرية. كيف ذلك؟
بدأت الحكاية روبن هود المغربي قبل أشهر، عندما بدأت شركة إنتاج معروفة مقرها بمدينة الدار البيضاء، الاعداد لتصوير مسلسل لصالح القناة الأولى يحمل عنوان “هاينة” وهو دراما اجتماعية تتحدث عن مأساة خادمة واستغلال قاصر في الأعمال المنزلية، من بطولة محمد الشوبي، وزينب عبيد، وسعيدة بعدي، وأنس الباز، وسحر الصديقي.
وفي إطار بحثها على إنجاز عمل فني متكامل، اختارت الشركة مغنيا شابا من مدينة الرباط من أجل تلحين وغناء أغنية الجينيريك، غير أن النتيجة لم تكن في المستوى المطلوب.
ولتجاوز هذا الموقف، بحثت الشركة المنتجة عن ملحن آخر يعيد تنسيق الاغنية مع المغني نفسه، فوقع الاختيار على طارق الحجيلي.
وبعد أيام من العمل عاد الحجيلي للشركة المنتجة بلحن معدل راق إعجابها، غير ان الاغنية كان يؤديها صوت آخر هو صوت حاتم عمور. فاستغرب القائمون على الشركة هذا السلوك، غير ان الملحن برر ذلك بأنه يعمل كثيرا مع حاتم عمور، ويرتاح في طريقة الاشتغال معه وهو الامر الذي اذعنت له الشركة ودخلت في مفاوضات مع الثنائي عمور والحجيلي.
إلا أن عمور اشترط شيئا لم يكن للشركة القدرة على تحقيقه، وهو الاحتفاظ بحقوق الاغنية ليبثها على قناته في يوتوب بينما الجينيريك، على غرار المسلسل، جميع حقوقه في ملكية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: الشركة المنتجة للعمل والمالكة لحقوقه.
ودخلت الشركة في مفاوضات مع عمور من جهة ومع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من جهة أخرى، لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، الى أن تفاجأت بالأغنية والفيديو كليب على يوتوب مع اقتراب شهر رمضان ما وضع طاقم المسلسل في وضع لا يحسد عليه.
ويبدو أن عمور الذي جر الفنانة أسماء المنور إلى وضع بئيس ليس لها يد فيه، لا يكترث لمداخيل يوتوب المحدودة بقدر ما تهمه الشهرة والبوز والحفلات المذرة للمداخيل الحقيقية، فيما مسألة التنازل على مداخيل يوتوب لجمعية خيرية ما هو الا ذر للرماد في العيون وحق أريد به باطل، لأن ما بني على باطل فهو باطل و”المغطي بديال الناس عريان”.
