لشكر يدعو إلى تشكيل كتلة وطنية لا تستثني أحدا للخروج من الأزمة الحالية

دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى ضرورة “تشكيل كتلة وطنية لا تستثني أحدا (أغلبية ومعارضة، أحزابا ونقابات، جمعيات وأفراد…) وأن تكون جبهة متراصة لتقديم التضحيات اللازمة من أجل الخروج” من الأزمة الحالية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.

وقال إدريس لشكر، في أرضية توجيهية لتأطير النقاش الاتحادي حول تدبير الوضعية الراهنة تحت عنوان “استشراف المستقبل : جائحة كورونا فرصة لانطلاق النموذج التنموي الجديد على أسس سليمة”، “إننا أمام فرصة تاريخية لإعادة البناء على أسس سليمة من أجل ترسيخ المكتسبات وتقوية الخصوصية المغربية”، مبرزا أن ” التعبئة الوطنية الأخيرة، التي بدأت مع الدعوة إلى نموذج تنموي جديد وترسخت في زمن الطوارئ الصحية، تقتضي من بلادنا مواصلة الإصلاحات السياسية ومن أهمها مراجعة المنظومة الانتخابية “.

ولفت إلى أن هذه الظروف الصعبة أكدت “على حيوية تمكين المغاربة من نظام صحة جيد في متناول الجميع. فلا بد من معالجة اختلالات المنظومة الصحية عبر إقرار نظام شامل للمساعدة الطبية يقوم على الإنصاف والعدالة الترابية واعتماد تصور شمولي في معالجة المجال الصحي”، مبرزا أيضا أن الحجر الصحي وضع المنظومة التربوية أمام تحديات جديدة تضاف إلى مهامها المعتادة كالتعليم عن بعد، أو البحث العلمي في الميادين المرتبطة بالوباء ومخلفاته.

كما دعا إلى وضع الحجر الأساس لاقتصاد وطني جديد، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه “بما أننا أمام أزمة اقتصادية فريدة من نوعها، هي في آن واحد أزمة عرض وأزمة طلب، فإن الخروج منها في حالة المغرب خصوصا لا يمكن أن يكون عبر سياسة إنعاش اقتصادي تقليدية تقتصر على ضخ الأموال في المنظومة المالية وتوزيع المساعدات على المقاولات المتضررة”، معتبرا أن “سن سياسة جبائية منصفة ومتوازنة له ضرورة حيوية في مغرب ما بعد كورونا حتى نكون مؤهلين لمواجهة أزمات مستقبلية بشكل أنجع وأقل كلفة على المالية العمومية وليكون لسياستنا الاقتصادية مفعول أكبر “، مشيرا أيضا إلى أن النهوض بالإنتاج الوطني حتمي في زمن “كورونا” وما بعده.

وعلى المستوى الحزبي، شدد لشكر أن المرحلة المقبلة “تتطلب منا، كحزب ديمقراطي فاعل في المجتمع، ليس فقط الدفاع عن المبادئ والقيم الديمقراطية والعمل السياسي والمؤسساتي المسؤول، بل أيضا تقوية البيت الاتحادي وتطوير أدائنا الحزبي بما يمكننا من الاستيعاب العقلاني للتحولات العالمية والمحلية التي نتجت عن انتشار كوفيد19 “، مشددا على أنه “سنواصل الحوار بين كل الطاقات الحزبية، الموجودة اليوم في مؤسسات الحزب وخارجها، حتى نتمكن من إثراء عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل التي سندعو إلى عقدها بمشاركة كل الكفاءات الاتحادية من أجل بلورة أرضية متوافق عليها تمثل التصور السياسي والمجتمعي لحزبنا لمرحلة ما بعد كورونا”.

وخلص الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إلى أنه سيتم العمل على عقد اجتماعات باقي المجالس الجهوية من أجل التداول بشأن خلاصات العمل الحزبي الإحصائي المتعلق بنتائج الحزب في الانتخابات الجماعية والتشريعية، وبلورة الاقتراحات العملية لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة بالجدية المطلوبة، لافتا إلى أنه سيتم دعوة المجلس الوطني للحزب، بتنسيق مع رئيس المجلس الوطني، فور توفر الشروط لحضور كافة عضواته وأعضائه.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة