أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش يومه الإثنين 25 ماي الجاري، نداء إنسانيا يبرز الوضعية الصعبة التي يعيشها المهاجرون الأفارقة بالمدينة الحمراء ويطالب بإنقاذ حياتهم، في ظل جائحة كورونا التي تشهدها البلاد.
وجاء في بلاغ للجمعية توصل إحاطة.ما بنسخة منه، أن فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان سبق أن أصدر نداء إنسانيا بتاريخ 01 أبريل المنصرم، من أجل التدخل لإيواء المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء ولحدود اليوم، يعيشون ويتحركون في الدروب والأزقة والشوارع، بكل أرجاء المدينة، على شكل مجموعات تضم أمهات وأطفالهن وشباب التماسا للقمة العيش، وتبقى “غابة الشباب”، وعلى جنبات الشارع المحادي لـ”جبل كليز mont Gueliz”، أهم نقط تواجدهم بكثافة.
وأضاف ذات البلاغ، أن البعض منهم يتخذ من منطقة الكدي والمغارت هناك مستقرا لهم، لأنهم بدون مأوى علما أنهم بدون عمل ولا يتوفرون على أي دخل، سوى ما تم كسبه عن طريق التسول عند ملتقى بعض الشوارع والطرقات التي أصبحت شبه فارغة، وبين الدروب والأزقة إلى درجة أنهم يتسولون في أحياء كان وجودهم فيها شبه منعدم، حيث أصبحوا تحت شدة الفقر وتهديد الجوع يلجؤون إلى بعض الأحياء كالمسيرات، والحي “المحمدي”، و”اسيف”، و”اسيل” و”صوكوما”، و”سيدي عباد”، و”المحاميد” وطرق أبواب المنازل، أحيانا بعدما ضاقت بهم السبل واشدت بهم الحاجة، و يلاحظ أنهم لم يعد بإمكانهم توفير أدنى شروط العيش مع سريان حالة الطوارئ الصحية.
ووفق البلاغ، أنه انطلاقا من النداءات المتتالية التي وجهتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والداعية إلى ايلاء الإهتمام لهذه الشريحة من الساكنة، وأنه لا يمكن السيطرة على الوباء إلا إذا كان هناك مسار يحمي حقوق كل فرد في الحق في الحياة والصحة، بما فيهم المهاجرين واللاجئين دون تمييز بما فيهم المهاجرين غير النظاميين، واستحضارا لما يتهدد المهاجرين من أخطار انتشار فيروس Covid 19 وسطهم ووسط مخالطيهم، واقتناعا بحماية كل الفئات بما فيها الفئات الهشة والفقيرة وضمنهم المهاجرين غير النظاميين سيساعد عمليا في السيطرة على انتشار الوباء ويقوي ضمانات الحق في الصحة والحياة، ناشد فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كل الجهات المسؤولة بمراكش بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حد لمعاناة المهاجرين جنوب الصحراء، عبر تمكينهم من الإيواء والتغدية والمراقبة الصحية، وإخضاعهم للحجر، في شروط تصون كرامتهم الإنسانية وحقهم في العيش بإمان.
ودعت الجمعية في بلاغها كل المتدخلين من سلطات محلية ومنتخبين ومؤسسات رسمية معنية، إلى الإسراع باتخاذ المتعيين بما تمليه القيم والواجبات الإنسانية، تماشيا مع التزامات الدولة في مجال حقوق الإنسان الخاصة بالهجرة واللجوء، ومع الخطابات الرسمية، بإيجاد حل استعجالي للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، حفاظا على سلامتهم وأمنهم من الجائحة وحقهم في التمتع بالخدمات الصحية والدعم المالي العمومي، وتوفير كل شروط الحماية من COVID 19 عبر إدماجهم في كل مخططات وسياسات وإجراءات الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية وتمتيعهم بدون تمييز بظروف العيش الكريم في هذه الظرفية العصيبة، ضمانا للحقوق الإنسانية، ومساهمة عملية لإنجاح الحجر الصحي السليم والوقائي من انتشار الفيروس.