بعد تعليق الرحلات الدولية، لقرابة ثلاثة أشهر، بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يعمل مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، بوتيرة سريعة وجدية لاستقبال المسافرين، مع الاحترام الصارم لإجراءات التباعد الاجتماعي.
وفي أفق استئناف الأنشطة، قامت أول منصة على مستوى مطارات المملكة (مطار محمد الخامس الدولي)، التي تستقبل أزيد من 40 في المائة من حركة النقل الجوي بالمغرب، باعتماد آلية تقوم على تدبير المخاطر، لتوفير بيئة صحية وآمنة للمسافرين.
فمطار العاصمة الاقتصادية لا يذخر جهدا سواء عبر عمليات التعقيم المكثف والتباعد الجسدي، والتشوير الأرضي، والكاميرات الحرارية الحديثة، من أجل ضمان تجربة سفر صحية ومريحة للمسافرين ،والعمل على استعادة الثقة في النقل الجوي، أحد القطاعات الاقتصادية التي أدت ثمنا باهضا جراء هذه الأزمة الصحية.
وامتثالا للتعليمات الصحية، فإن المطار يعمل على تكييف الإجراءات مع القيود المرتبطة بتدبير حالة الوباء والتدابير الصارمة للحفاظ على التباعد الاجتماعي في جميع مناطق استقبال المسافرين. كما يتعلق الأمر بتعزيز عمليات التطهير والتعقيم لمنشآت المطار ونشر رسائل تحسيسية تحث على احترام التباعد الاجتماعي.
في هذا السياق، أوضح مدير مطار محمد الخامس، عبد الحق مازور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب زيارة لوسائل الإعلام للوقوف عند الاستعدادات لاستئناف نشاط الطيران بالمطار، أنه في إطار مخطط استئناف نشاط المطار، خاصة استقبال المسافرين، تم تفعيل سلسلة من الإجراءات من قبل مكتب الوطني للمطارات (ONDA) بالتنسيق مع المصالح الوزارية المعنية، خاصة الداخلية والمديرية العامة للطيران المدني بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي”.
وأضاف أن “هذه الإجراءات تتمثل، بشكل أساسي، في وضع آلية تمكن من حماية المسافرين بالإضافة إلى العاملين في المطار”، مستعرضا في هذا الصدد على سبيل المثال، علامات التشوير الأرضية ، التي تجعل من الممكن مراقبة التباعد الاجتماعي.
كما يتعلق الأمر، يضيف المتحدث ذاته، بعدد من اللوحات التي تشير إلى التعليمات الصحية العامة ،ومنها على الخصوص ارتداء الكمامات والغسل المنتظم لليدين واستخدام المعقم الكحولي، فضلا عن بث رسائل صوتية بالعربية والفرنسية والإنجليزية للفت انتباه الركاب من أجل الامتثال لهذه الإجراءات طوال مرورهم عبر المطار.
ومن أجل الكشف عن المسافرين المشتبه في إصابتهم، تم تجهيز المطار بكاميرا حرارية متطورة تجعل من الممكن اكتشاف المسافر من بين العديد من المستخدمين في وقت واحد وفي نفس الوقت الكشف عن درجات الحرارة، مضيفا “أن المطار يعتمد أيضا بروتوكولا من قبل وزارة الصحة، للتعامل مع المسافرين المشتبه إصابتهم أو العاملين من أجل الإخلاء أو إعادة فحص هذه الحالات”.
وفي هذا السياق، أشار مازور إلى أن المكتب الوطني للمطارات قام بنشر دليل للحماية من انتشار فيروس كورونا يتضمن عمليا جميع الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصحية بهدف حماية جميع مستخدمي المطار.
تجدر الإشارة إلى أن المكتب وضع مخططا لاستئناف أنشطة مطارات المغرب واستعدادا لاستئناف الرحلات الجوية، يضمن استقبالا آمنا ومطمئنا للمسافرين، ويوفر حماية لكل مستعملي المطارات.
ويهدف هذا المخطط، الذي يستند على تدبير المخاطر بالدرجة الأولى، إلى حماية المسافرين والمستخدمين وكل مستعملي المطارات واسترجاع الثقة لدى مختلف الأطراف، ومواكبة استئناف أنشطة النقل الجوي في أحسن الظروف.