رئيس تحرير Lancet : الغرب تعامل خلال الجائحة بغطرسة وترامب ارتكب جرائم ضد الإنسانية

وصف ريشار هورتون، رئيس تحرير مجلة lancet منذ 1995، التعامل مع جائحة كوفيد 19 ب “الغطرسة الغربية” للحكومات والباحثين تجاه المجتمع العلمي الصيني. وقال إن هذا الموقف أخر عملية صنع القرار وأثقل حصيلة القتلى في العديد من البلدان. واستعمل  هورتون كلمات قاسية بشكل خاص ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ، الذي اتهمه بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” ، وضد رئيس الوزراء البريطاني ، بوريس جونسون، الذي وصف رد فعله البطيء ب”المجرم”.

وجاءت تصريحات هورتون القوية ضمن حوار خص به جريدة ليبيراسيون الفرنسية بمناسبة صدور كتابه الجديد تحت عنوان : “كارثة كوفيد 19”.

وكانت مجلة لانسيت ، التي تأسست في 1823، قد أعلنت في وقت سابق عن سحب مقال عن هيدروكسي كلوروكوين، حيث شككت المجلة العلمية العريقة، التي تعد منشورا مرجعيا في مجال البحث العلمي، في صحة البيانات المستخدمة في الدراسة.

ويضمن النشر في The Lancet سمعة دولية للمؤلفين كما أن حذف مقالة علمية يعني نهاية المسيرة المهنية وضربة قاتلة لسمعة أصحابها.

وقال هورتون : “أصبح الناس الآن أكثر وعيًا بخطر الاحتيال في المجال العلمي ويضغطون من أجل المزيد من الشفافية أثناء التصنيع أو التزييف. قبل عشرين عامًا، كنا نميل إلى التستر على الفضيحة في مواجهة هذا النوع من الحالات، أما اليوم فلم يعد الأمر مقبولا”.

وحول الدروس التي يمكن استخلاصها من أزمة كوفيد 19 أكد هورتون : “أخشى أن تضيع الفرص. أنا أسمي هذا المفهوم ب “أخلاق الذاكرة”. لقد كان هذا الوباء استفزازًا أخلاقيًا للمجتمع، وليس مجرد تحد تقني أو كارثة صحية. لقد وحد الفيروس العالم، وقسمنا أكثر. لقد سرع وضخم الانقسامات وغياب المساواة في مجتمعنا. ما فعله هذا الفيروس هو استخدام مرآة في وجه مجتمعنا الذي كشف عن التفاوتات وعدم المساواة والظلم. كنا نعلم جميعا أنها موجودة، لكننا أدرنا لها ظهورنا. يجب أن نستخدم ذاكرة هذا الوباء كحافز للبحث عن الحقيقة. الحقيقة أنه كان من الممكن تجنب معظم عشرات الآلاف من الوفيات. إنها جرح بغيض لمجتمعنا يجب ألا نتجاهله”.

وبخصوص تقصير منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الجائحة قال رئيس تحرير المجلة العريقة : “في رأيي ، قامت منظمة الصحة العالمية بأشياء كثيرة بشكل جيد ، لكنها فشلت أيضًا في بعض المجالات. يجب أن تكون هناك آلية لتقييم هذه الاستجابة الدولية. يجب أن تتم هذه العملية الآن ، وبسرعة ، حتى إذا حدثت موجة ثانية ، فنحن مستعدون هذه المرة. الخطأ الرئيسي على الصعيد الدولي، في رأيي، هو أنه بعد بدء حالة الطوارئ الدولية في 30 يناير، لم يحدث شيء. هل هذا يعني أن منظمة الصحة العالمية لا تؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية؟

لا. أعتقد أنه لو عقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمرا صحيا دوليا طارئا في فاتح فبراير، لكان بإمكاننا جمع الناس معا لصياغة استجابة شاملة. لم يحدث هذا طبعا. بدلاً من ذلك ، رأينا 195 دولة حول العالم تواجه كل منها الأزمة بطريقة فردية. إن عالم الطب صغير جدا، أتحدث دوليا. وهذا ما لا يغتفر. يمكن حساب الأشخاص المسؤولين عن إدارة الأوبئة في الصين على أصابع يد واحدة. إذا كان كبار علمائنا قد اتصلوا بأي من هؤلاء الأشخاص وسألوا “ما الذي يحدث في بلدكم؟ نحتاج أن نفهم “، لكانوا قد تلقوا إجابة. لكنهم لم يفعلوا. لم يفعل أحد. لماذا؟ هنا نعود إلى هذا الغطرسة، إلى فكرة أننا في الغرب نعرف أكثر من أي شخص آخر. إذا كانت منظمة الصحة العالمية قد عقدت هذا الاجتماع الطارئ في بداية فبراير مع أطباء صينيين يعرضون تجاربهم، لكان رد الفعل في لندن وباريس وروما وأماكن أخرى مختلفًا جدًا”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة