كشف رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، شكيب بنموسى، أن تمديد عمل اللجنة، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، كان مناسبة لتعميق التفكير، مشيرا، خلال ندوة عن بعن، الثلاثاء، إلى أن الأولوية من بين المواضيع هي عودة الثقة من طرف الجميع، وهي النقطة الأولى المطروحة بإلحاح.
وأوضح بنموسى أن المجتمع المغربي يعيش ازدواجية انتظارات المواطنين، والتي من بسينها العدالة الاجتماعية والترابية، والخدمات العمومية التي تدهورت خلال السنوات الأخيرة، من تعليم وشغل وصحة.
وأضاف أن هناك شعور باللا مساواة وبالتهميش الترابي، كما سجل رفض المواطنين لمنطق الإعانة، التي لها علاقة بالإهانة.
وأكد أنه من بين الاهتمامات، أيضا، محور الحريات العامة والمشاركة السياسية، إذ كشف أن هناك عدة أطراف سجلت أن هناك مفارقات بين ما هو مدون في الدستور وبين تنزيله على أرض الواقع.
ومن بين المواضيع المطروحة، أيضا، يضيف بنموسى، مسألة الحكامة، في علاقتها بمحاربة الريع والرشوة.
كما أن موضوع الحريات العامة، وتقوية المشاركة في الشؤون العامة، وموضوع المحاسبة كلها تدخل، حسب بنموسى، في انتظارات كل الأطراف التي جرى الاستماع إليها.
أما المحور الثالث، حسب بنموسى، فهو موضوع التنمية الاقتصادية، والعراقيل التي يواجهها المستثمر، والمساطر والإجراءات التميزية، موضحا أن من الانتظارات التي يراهن عليها المواطن اقتصاد تنموي يحافظ على الثروات، خاصة الثروة المائية، إضافة إلى تحديث الإنتاج الوطني وتشجيع المقاولة المواطنة.
وأوضح أن المغاربة واعون بتوفر المغرب على إمكانات، لكن في المقابل في حاجة إلى جرأة كبيرة، وقدرة على المبادرة لإعطاء المغرب فرصة تنمية جديدة.
وأضاف أن المغرب غني بنسائه وشبابه ورجاله وهناك رغبة من طرف الجميع في المساهمة في بناء مغرب الغد.
واستحضر بنموسى عامل الوقت، معتبرا إياه عاملا أساسيا في كل مشروع تنموي لبناء المستقبل.
وأشار إلى أن اللجنة، انطلاقا من جلسات الاستماع والتواصل والمساهمات، نظمت عملها عبر فرق عمل.
وخلص بنموسى إلى أن الهدف من هذا النموذج التنموي هو خلق ثروة مادية واللامادية، والتوزيع العادل لها، وتعبئة كل المغاربة لبناء مغرب الغد.
يذكر أن رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، قال إن اللجنة التقت مع أكثر من ألفي شخص، سواء في إطار ورشات أو زيارات ميدانية وعبر العديد من آليات التشاور، التي نهجتها، من إنشائها.
وأضاف بنموسى، خلال ندوة صحفية عن بعد، أن اللجنة الخاصة توصلت بأكثر من 6 آلاف و200 مساهمة في أشغال اللجنة.
ولم يفت بنموسى الإشارة إلى أن وباء فيروس كورونا المستجد كان له أثار على أشغال اللجنة، رغم استمرار الاجتماعات والعمل عن بعد، مضيفا، أن الوباء كان له، أيضا، انعكاسات وأثار على تصورات المواطنين وعلى الأولويات.
وأوضح المصدر أن مواضيع التعليم، والبحث العلمي، والصناعة ودور الدولة في مجال الرقمنة كانت أهم انشغالات المواطنين.
وقال إن وباء كورونا كان له آثار جد مهمة على مستوى التحولات دولية، إذ بدأت تظهر ملامح تحولات جديدة، وستتضح أكثر خلال الشهور المقبلة، مسجلا عودة مفهوم السيادة، موضحا أن قواعد التجارة الدولية ستتأثر، كما أن وثيرة النمو حسب جهات العالم لن تكون بالوثيرة نفسها إذ يسجل صعود بعض الدول التي بدأت تعبر عن نفسها دوليا.
وأضاف بنموسى أن وباء كورونا كان له، أيضا، تأثير على المستوى الطاقي، وأن مواجهة الكوارث الطبيعية أصبحت، أيضا، من الأولويات.
