أعلنت جمعية محاربة السيدا بمناسبة تخليد العالم لليوم العالمي لمحاربة الالتهابات الكبدية، الذي يصادف 28 يوليوز، أنه سجل تزايد في نسبة الوفايات عند الإصابة بكوفيد 19 لذى الأشخاص المصابين بالإلتهاب الكبدي “س”، وذلك في ظل الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد 19 والتي فاقمت هشاشة الفئات المهمشة والأكثر عرضة للصابة بفيروس الإلتهابات الكبدية “س”.
وأوضحت الجمعية في بلاغ توصل إحاطة.ما أنه، يقدر عدد المصابين بالإلتهاب الكبدي “س”، في شكله المزمن، عبر العالم، بحوالي 71 مليون شخص، وهو ما يعرضهم أكثر لمضاعفات خطيرة باهضة التكلفة من قبيل تشمع وسرطان الكبد، وفي المغرب يقدر عدد المصابين ب 400000 شخص فيما يصل عدد الوفايات سنويا لما يقارب 5000 شخص.
وذكرت الجمعية أنه منذ 2016 تم وضع مخطط استراتيجي وطني للقضاء على الإلتهاب الكبدي “س” في حدود 2030. كما أن المغرب يمتلك صناعة وطنية للأدوية الجديدة و الجنيسة ذات فعالية مباشرة على الفيروسات ((AAD بتكلفة اقل بكثير على ما هو عليه في دول الشمال و تلك التي لا تتوفر على صناعة الأدوية الجنيسة.
وقامت جمعية محاربة السيدا بتعبئة متطوعيها من أطباء ومتدخلين مجتمعاتيين لمجابهة وباء الالتهاب الكبدي “س” عبر التكوين المستمر وهم اليوم جاهزون للقيام بالكشوفات السريعة الخاصة بالالتهاب الكبدي “س”VHC ومرافقة الأشخاص المصابين للعلاج.
كما عملت الجمعية على الترافع لدى الفرق البرلمانية لدمج تغطية الأشخاص المتعايشين مع VHC الذين هم في وضعية الهشاشة للأستفادة من هذا العلاج ضمن منظومةRAMED وقد تم دمج تكاليف هذه التغطية في القانون المالي لسنة 2019 وكذا 2020 …
وأكدت الجمعية أنه رغم توالي ثلاث وزراء للصحة منذ اعتماد المخطط الوطني لمحاربة الالتهابات الكبدية، بدءا بالبروفسور الوردي الذي استقبل رئيس الجمعية واعدا إياه بإعمال المخطط الوطني للقضاء على الإلتهاب الكبدي “س” واعيد تجديد نفس الوعد من طرف الوزير أناس الدكالي الذي اطلق صفقة لشراء الادوية الجديدة (ADD)، ليتم بعد ذلك الغائها، دون إعطاء أي تبرير واضح وعلني، بعد تحمل البروفسور أيت الطالب لمسؤولية الوزارة. ولحد الآن لم يتم إطلاق أي طلب عروض لشراء هاته الأدوية.
ونبهت الجمعية من الخطر لكون الآلاف من المواطنين في انتظار هذا الدواء ولكون عدد منهم قد يفقدون الحياة بينما أخرون سيمرون لمراحل التشمع والسرطان. والحالة هاته فإننا جد منشغلون لكون السيد الوزير لم يبادر بعد بإطلاق المخطط الوطني الاستراتيجي والذي يتضمن أساسا شراء الأدوية الجديدة حتى تنطلق حملات التشخيص, ولا بمحاورتنا، كمجتمع مدني، رغم مراسلاتنا المتكررة لمقابلته من أجل إيجاد حلول في إطار ما يفرضه عليه الدستور من عمل تشاركي مع المجتمع المدني.
وناشدت الجمعية وزير الصحة بإيلاء الألوية اللازمة لمشكل الالتهابات الكبدية “س”، وذلك وفقا للتوجيهات الملكية في هذا الموضوع والتي جاءت في خطاب السيد وزير الصحة السابق البروفسور الوردي حينما أعلن عن إطلاق صناعة الأدوية الجنيسة بتاريخ5/11/2015.
وجددت الجمعية مطلبها انطلاقا من دورها كمجتمع مدني متخصص في مثل هذه المواضيع، منبهة الى ضرورة الاطلاق الفوري للمخطط الاستراتيجي الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية والذي تمت بلورته بشكل تشاركي مع كل الفاعلين، وجعل الولوج لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي أولية الأولويات، والذي يستدعي بالموازاة توفير الأدوية الجديدة في المؤسسات العلاجية، وكدا تسهيل ولوج عموم المواطنين، خصوصا الفئات المعوزة والأكثر عرضة للإصابة، لهذه الخدمات من خلال ادماجها في مجال تغطية نظام الرميد، والعمل على توفير الأدوية بأثمنة جد مناسبة وخفض اثمنة تأكيد التشخيص والتتبع حتى يتم تخفيف العبئ على كافة أشكال التغطية الصحية(AMO et RAMED) وعلى المواطنين اللذين لا يتوفرون علي اي منهما.