وردية: قال لي ابني إن شركة المناولة تعاملهم “بحال البهايم”

“بالسلامة الميمة”، بهذه العبارة ودع عبد الرحيم الشوميري، والدته وردية، وهو يغادر إلى العمل، على أمل أن يعود صباح اليوم الموالي، كما اعتاد منذ حوالي أربعة أشهر، إلا أن الشاب لم يكن يعلم أن الموت يتربص به من على برج عال للمحطة الحرارية بآسفي.
“ما يستاهلش ولدي يموت بحال هذا الموت”، تقول وردية منتحبة، وهي على عتبة مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بآسفي، منتظرة، على غرار باقي عائلات العمال المغاربة الثلاثة، استكمال الإجراءات القانونية لتسلم الجثث، كما كانوا ينتظرون جوابا مقنعا من أي مسؤول من الشركة المشرفة على الأشغال في ورش البناء بالمحطة.
وقالت الأم المكلومة في ابنها عبد الرحيم شوميري، الذي لم يتجاوز عمره 26 سنة، إن الضحية كان يطمح إلى الحصول على فرصة للعمل في هذا المشروع، منذ زمن بعيد، ولم تتسن له الفرصة إلا قبل حوالي أربعة أشهر “كان يعتقد أنه سيحصل على فرصة أفضل، وكان يسعى إلى ذلك بإرضاء رؤسائه، وبالوصول في الوقت، والعمل ساعات إضافية، ولكنه كان يريد أن يعمل في فريق الشركة الأصلية”.
لم يكن العمل في المحطة الحرارية بالمواصفات التي حلم بها عبد الرحيم، وكان يخبر أسرته أنهم يعاملون عمال المناولة “بحال البهايم”، تقول الأم المكلومة، وهي نفس الشهادة التي تقاسمتها معها والدة كمال بونوالة، البالغ من العمر 24 سنة، التي أكدت أن على المسؤولين إيقاف الأشغال في هذا المشروع إلى حين انتهاء التحقيق في أسباب الحادث، خاصة أن الأمر يتعلق بأخطاء “جمعوهم بحال البقر في الشبكة وطلعوهم وقطعوا عليهم الضو”.
والأمر يتعلق حسب حقوقي من المدينة، بعطب في التيار الكهربائي نتج عنه توقف مصعد مخصص لنقل أدوات البناء، قبل أن يشتغل بشكل مباغت ويصعد بسرعة فائقة ما تسبب في إصابة رؤوس الضحايا، الذين تهاوى بهم المصعد، ليلقوا مصرعهم على الفور.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة