وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فجر الاثنين، إلى تل أبيب في إسرائيل، في مستهل جولة في الشرق الأوسط، تستمر خمسة أيام، يثير خلالها مسألة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ومسائل أخرى منها العلاقات مع إيران وطائرات إف-35 الحربية التي تسعى الإمارات للحصول عليها.
وبحسب مقاطع فيديو نشرتها السفارة الأمريكية، كان وزير الخارجية الأمريكي يضع كمامة بألوان علم بلاده، عند نزوله من الطائرة التي حطت، صباح الاثنين، في مطار بن غوريون في تل أبيب.
وتأتي جولة بومبيو بعد نحو 10 أيام من الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
ومن المقرر أن يتشاور بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خصوصا حول الملف الإيراني و”تعميق” العلاقات بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط، كما أكد المتحدث باسمه في واشنطن.
وأكد نتانياهو، الأحد، أن “صديقه” بومبيو سيثير معه مسألة “توسيع دائرة السلام في منطقتنا”.
من المقرر أن يلتقي بومبيو أيضا نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
ومنذ الاتفاق مع الإمارات، تسري تكهنات كثيرة بشأن دول أخرى مرشحة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بينها البحرين، وسلطنة عمان، وحتى السودان.
وبعد إسرائيل، يتوجه بومبيو إلى الخرطوم، للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية، و”المرحلة الانتقالية” في هذا البلد، الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر البشير. ثم ينتقل إلى البحرين، والإمارات، وفق المتحدث باسمه.
وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن 1994، واللتان كانتا في حالة حرب مع إسرائيل.
وبناء على اتفاق التطبيع، أعلنت إسرائيل والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري، وبيع النفط الإماراتي لإسرائيل، إضافة إلى التكنولوجيا الإسرائيلية للإمارات، مع تنشيط قطاع السياحة، ومشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبوظبي.
“تغيير مسار المنطقة”
وأمل نتانياهو في أن تعبر هذه الرحلات الأجواء السعودية، وهو ما يستدعي إجراء مفاوضات. لكن الرياض ترفض أي اتفاق مع إسرائيل قبل التوصل إلى تسوية بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
وأكدت الإمارات أن الاتفاق مع إسرائيل، والمقرر توقيعه في البيت الأبيض، ينص على “وضع حد لأي ضم إضافي” لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967. لكن نتانياهو اكتفى بالحديث عن “إرجاء” عملية الضم.
وبعد إعلان الاتفاق بين إسرائيل وأبوظبي في 13 غشت، نددت القيادة الفلسطينية بما اعتبرته “طعنة في الظهر”، خصوصا أن الإمارات عمدت إلى تطبيع علاقاتها من دون اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
لكن سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، اعتبر في رسالة بالعبرية، نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت”، الجمعة، على صفحتها الأولى، أن التطبيع “سيُتيح تغيير مسار المنطقة من ماض من العداء والنزاعات إلى أمل آخر بالسلام والازدهار”.
أي بلد التالي؟
عقب اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي الإماراتي، برزت التساؤلات حول من هي الدولة التي ستلحق الإمارات في التطبيع مع الدولة العبرية.
وتشير المعطيات إلى كل من البحرين، وسلطنة عمان، والسودان التي طوت صفحة رئيسها السابق، عمر البشير، لكنها لا تزال من الناحية العملية في حالة حرب مع السودان الذي دعم لسنوات الحركات الإسلامية المتشددة.
وكانت السودان أعفت الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية، السفير حيدر بدوي الصادق، من مهام منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك “للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”.
وأكدت الوزارة، أيضا، أن وزير الخارجية الأمريكي سيلتقي ولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق الإسرائيلي.
ملف حساس
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الصادرة في تل أبيب، الأحد “يمكن التوصل إلى اتفاق كامل في غضون شهر” في إشارة إلى الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي.
لكن ثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل: احتمال أن تبيع الولايات المتحدة الإمارات مقاتلات من طراز إف-35.
وقال جوشوا تيتلباوم الخبير في الخليج في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إن “الإمارات تقول إن هناك وعدا، في حين تنفي إسرائيل هذا الأمر، ولكن هناك تدابير يمكن اتخاذها لإرضاء اسرائيل”، لافتا إلى اتفاقات سبق أن أبصرت النور في الكواليس لتسهيل بيع مقاتلات إف-15 للسعودية والدولة العبرية.
تاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط، بينها الأردن ومصر، لأنها تريد الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في المنطقة. وأكد نتانياهو أن الاتفاق مع الإمارات الذي رعته واشنطن لا يشمل بندا ينص على بيع تلك المقاتلات للدولة الخليجية.