عبر مواطنون بحرينيون معارضون لاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عن سخطهم على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت، مما يبرز بعض أوجه تعقيدات التقارب الخليجي مع الدولة العبرية.
وتداول مستخدمو تطبيق تويتر وسم “بحرينيون ضد التطبيع” و”التطبيع خيانة” على نطاق واسع بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق بين الدولتين في وقت متأخر من يوم الجمعة.
والبحرين، المملكة الخليجية الصغيرة، تشترك مع إسرائيل في عداء شديد تجاه إيران، وهي حلفة لإدارة الرئيس الأميركي ومقر السطول الخامس الأميركي.
وأصبحت البحرين ثاني دولة عربية خلال شهر تعلن عن اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعدما توصلت الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق مماثل يعد بمكاسب كبيرة على المستويات الأمنية والتجارية والسياحية.
وقال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني إن الاتفاق يمثل “خطوة تاريخية” نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكن السلطة الفلسطينية وحركة حماس أدانتاه ووصفتاه بأنه “طعنة أخرى في الظهر” من قبل دولة عربية.
وعلى النقيض من الإمارات، فإن معارضة التطبيع شديدة في البحرين التي يسكنها خليط من السنة والشيعة ولها تاريخ حافل من المجتمع المدني النشط حتى لو تم التعامل معه بقسوة في العقد الماضي.
وكتب النائب البحريني السابق علي الأسود أنه “يوم أسود في تاريخ البحرين”.
وشهدت المملكة الواقعة بين خصمين إقليميين هما السعودية وإيران، موجات من الاضطرابات منذ عام 2011 عندما أخمدت قوات الأمن الاحتجاجات التي قادها الشيعة للمطالبة بإصلاحات.
ومنذ ذلك الحين، سُجن مئات المواطنين وجُرد بعضهم من الجنسية بسبب ما تصفه الحكومة بأنه “إرهاب” مرتبط بإيران. والاحتجاجات باتت نادرة للغاية وتُواجه بإجراءات قاسية من قبل قوات الأمن.
وقامت السلطات بحل مجموعتي المعارضة الرئيسيتين، جمعية “الوفاق” الشيعية التي كانت الكتلة الأكبر في البرلمان حتى عام 2011، وجمعية العمل الوطني الديموقراطي العلمانية، “وعد”، بسبب مزاعم بصلات بـ”الإرهاب”.
وكلاهما محروم من التمثيل في البرلمان، بينما يقبع زعيم الوفاق الشيخ علي سلمان في السجن منذ 2014.
وانتقدت “الوفاق” بشدة اتفاق التطبيع، وقالت على تويتر “نشدد على أن الاتفاق بين النظام الاستبدادي في البحرين وحكومة الاحتلال الصهيوني خيانة عظمى للإسلام وللعروبة وخروج عن الإجماع الإسلامي والعربي والوطني”.
كما اعتبر حسين الديهي نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق” أن التطبيع يأتي “ليؤكد المؤكد بأن هذه الأنظمة تشكل خطراً على دولها وشعوبها و على الأمة من خلال تنفيذ أجندات تخريبية ضد مصالح دولنا العربية والإسلامية وشعوبها”.
ووجهت جماعات مناهضة للتطبيع في الداخل والخارج انتقادات للاتفاق، وأصدرت بيانات اعتبرت الخطوة “معيبة”.